خطت شركة "تويوتا" اليابانية خطوة إضافية في سياستها الرامية الى تسويق 600 ألف سيارة في أوروبا في نهاية العقد الجاري من 420 ألفاً في 1996، بإعلانها أمس إستثمار نحو 240 مليون دولار أميركي في مصنعها للمحرّكات في ديسايد شمال ويلز في بريطانيا. وكان رئيس الشركة اليابانية هيروشي أوكودا أعلن الشهر الماضي إستثمار أربعة بلايين فرنك فرنسي نحو 670 مليون دولار لإنشاء مصنع أونان قرب مدينة فالانسيان الفرنسية حيث سيُنتج موديل ينتمي الى قطاع السيارات الصغيرة الذي ينتزع نحو 35 في المئة 4 الى 5 ملايين وحدة من مبيعات السيارات السياحية في أوروبا. ويكمّل الإستثمار الجديد في ويلز مشروع المصنع الفرنسي لأنه سيزوّد الأخير محرّكات الموديل الذي تعرّف تويوتا قاعدته المشتركة بتسمية "إن بي سي" إختصاراً لترجمة "مفهوم جديد لسيارة بي"، الذي عُرِضَت نماذج مختلفة من فئاته "فانتايم" و"فانكوب" و"فانكارغو" في معرضي فرانكفورت وطوكيو الخريف الماضي. وتنوي "تويوتا" تسويق فئات الموديل بخيارات محرّكات جديدة، إثنان منها بنزينيان وسعتهما 0.1 و2.1 ليتر على التوالي، والثالث ديزل بخ مباشر. وهي المحرّكات التي تنوي "تويوتا" إنتاجها في مصنعها البريطاني الذي ينتج حالياً نحو مئة ألف محرّك لموديل "أفانتيس" حل حديثاً محل "كارينا إي" المصنّع في بورناستون في إنكلترا. وكانت "تويوتا" أعلنت في أيار مايو الماضي إستثمار نحو مئة مليون دولار في مصنعها في ديسايد لزيادة إنتاجه الى نحو 200 ألف محرّك عام 1999. ومع الإستثمار المعلن عنه أمس، الذي سيزيد عدد عماله من 170 الى 480 عاملاً، يتوقّع بلوغ الطاقة الإنتاجية بين 350 و400 ألف وحدة سنوياً. وقبل بدء الإنتاج في فالانسيان 2000 وظيفة جديدة مباشرة و4000 وظيفة غير مباشرة بين السنتين 2000 و2001 بطاقة إنتاجية ستبدأ بنحو 100 ألف وحدة سنوية لتبلغ 200 ألف وحدة لاحقاً، ستُصدّر "تويوتا" موديلها الصغير الى أوروبا من اليابان إبتداء من أواخر 1999. ومع أن إستثمار الصانع الياباني في فرنسا بدا لكثيرين خطوة إحترازية من وضع "البيض" كله في السلّة البريطانية وحدها، حيث لا يزال الرأي العام يتردد بين رغبة الإندماج الأوروبي خصوصاً في مشروع العملة الموحدة وبين خشية الذوبان فيه، أكّد الصانع الياباني الأول أن إختيار فرنسا يعود الى موقعها الحيوي في أوروبا، وأن قرار الإستثمار الأخير في مصنع محرّكاته في ويلز ليس "جائزة ترضية" بعد إختيار فالانسيان، بل كان مقرراً في المشروع من الأساس.