ذكرت مصادر حكومية أن الاستثمارات المباشرة من قبل الشركات التجارية اليابانية في الولاياتالمتحدة عادت تنشط من جديد، حيث تعتزم شركات المواد الغذائية والكيماويات وصناعة السيارات إنشاء مصانع جديدة في الولاياتالمتحدة خلال العام 2005 جدير بالذكر أنه خلال السنوات الأخيرة الماضية حوّلت الشركات اليابانية استثماراتها إلى الصين بسبب نمو هذه الأخيرة الاقتصادي السريع. ولكن مع انتعاش اقتصاد الولاياتالمتحدة، بدأت تدرك الشركات اليابانية ثانية أهمية تطوير الإنتاج محلياً في الولاياتالمتحدة التي تتمتع بقوة استهلاك كبيرة. وتعمل حكومات الولاياتالمتحدةالأمريكية -التي أقلقها انتقال الشركات الأمريكية للعمل خارج الولاياتالمتحدة- على بذل المزيد من الجهود لدعوة الشركات الأجنبية لاقامة مصانع أملاً في زيادة فرص العمل. وسوف تبدأ شركة «شين ايتسو» وهي شركة رائدة في إنتاج مادة الراتنج ببناء مصنع كبير لهذا العام إما في ولاية لويسيانا أو تكساس، حيث ستستثمر نحو بليون دولار أمريكي وبذلك تكون أكبر شركة كيماويات يابانية مستثمرة في الولاياتالمتحدة، علماً بأن هذه الشركة قررت ذلك الاستثمار بسبب توقعاتها بزيادة الطلب على مادة الراتنج خلال السنوات المقبلة في الولاياتالمتحدة وكذلك نظراً لأن مخاطر الاستثمار بنتيجة الاضطراب الاجتماعي والاقتصادي في الولاياتالمتحدة هو أقل مما هو عليه الحال في اقتصاديات بزغت كالصين. وفي مجال الصناعات الأوتوماتيكية، فإن الشركات اليابانية تتزاحم على الاستثمار في الولاياتالمتحدة حيث تتمتع هناك بمبيعات سريعة ونشيطة. وسوف تبدأ شركة هوندا للسيارات خلال فصل الربيع المقبل بإقامة مصنع جديد لتركيب الآليات في ولاية جورجيا، بينما ستقوم شركة نيسان ببناء مصنع جديد لقطع المحركات في ولاية تينيسسيه. ومع ازدياد الوعي والاهتمام الصحي وكذلك الطلب على أغذية الحمية (الدايت) في الولاياتالمتحدة، فإن شركات صناعة المواد الغذائية اليابانية أيضاً تقوم بزيادة استثماراتها في الولاياتالمتحدة. وفي مجال تكنولوجيا المعلومات، يُذكر أن العديد من الشركات اليابانية كانت قد انسحبت من سوق الولاياتالمتحدة بعد انفجار ثورة تقنية المعلومات، لكن شركة «شين - ايتسو هاندوتاي» قامت في العام الماضي ببناء مصنع في الولاياتالمتحدة، الأمر الذي يشير إلى تغير مشاعر الاستثمار هناك. وتقول وزارة التجارة الأمريكية إن استثمارات الشركات اليابانية المباشرة في الولاياتالمتحدة ارتفعت خلال العام 2003 للعام الثاني على التوالي بنسبة 5,8 بالمئة عما كانت عليه في العام الذي سبق لتصل إلى 159,3 بليون دولار أمريكي. جدير بالذكر أن الاستثمارات المباشرة للشركات اليابانية في الولاياتالمتحدة قد توسعت نتيجة ارتفاع سعر الين مقابل الدولار عقب اتفاق بلازا 1985 وكذلك الاتفاق الياباني - الأمريكي حول الآليات والقطع الأوتوماتيكية عام 1995، ولكن حوالي العام 2000 تراجعت تلك الاستثمارات لفترة من الزمن بشكل رئيسي بسبب تباطؤ الاقتصاد في الولاياتالمتحدة. ولكن مع الانتعاش الاقتصادي في الولاياتالمتحدة وقوة سعر الين مؤخراً فإن تكاليف الاستثمار في الولاياتالمتحدة أصبحت نسبياً أقل بالنسبة للشركات اليابانية مما أدى الى دفع الحماس للاستثمار من قبل الشركات اليابانية ثانية. ومع تسريع الشركات المصنعة الكورية الجنوبية لاستثماراتها في الولاياتالمتحدة، يقول مصدر مسؤول في شركات صناعة الآليات الكهربائية إن بيئة الاستثمار كانت أكبر منافسة مقارنة مع ما كان عليه الحال في السبعينات والثمانينات حيث كانت الشركات اليابانية هي القوة الرئيسية. يُذكر أن الحكومات المحلية في الولاياتالمتحدة والتي تعاني من قلة فرص العمل نتيجة تحول الشركات الأمريكية للعمل خارج الولاياتالمتحدة متحمسة للترحيب بالشركات اليابانية. وسوف تقوم حكومة ولاية انديانا بتقديم معونات تتجاوز 700 ألف دولار الى شركة «تويودا غوسيه» المختصة بانتاج مادة الراتنج والقطع المطاطية ضمن مجموعة شركة تويوتا لصناعة الآليات، وتتضمن تلك المعونات تدريب العمال والاقتطاع الضريبي. كما قدمت حكومة ولاية جورجيا معونة مالية بقيمة 13,7 مليون دولار من ضمنها شراء الأرض الى شركة هوندا للسيارات لبناء مصنع جديد، مع الإشارة إلى أن إغلاق مصانع المواد النسيجية في ولاية جورجيا خلال السنوات العشرين الأخيرة أدى الى فقدان فرص عمل كثيرة، ولذلك سوف يكون هناك ترحيب كبير بشركة هوندا التي قد توظف نحو 400 شخص وتكون بذلك أكبر ثاني شركة من حيث توفير فرص العمل.