بدا النظام السوري أمس في عجلة من أمره لفرض واقع على الأرض، في ظل الضغوط الدولية لاستئناف المفاوضات السورية – السورية، فبالتزامن مع اصراره على اخلاء آخر الجيوب جنوب العاصمة دمشق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، كثف القصف على شمال حمص وجنوب حماة، كما ألقت مروحياته مناشير تحض المدنيين على الخروج، فيما بدا رسالة تهديد لفصائل المعارضة «إما العودة إلى المفاوضات والقبول باتفاق على غرار الغوطة الشرقية أو عملية عسكرية موسعة». وأفاد ناشطون بتعرض قرى وبلدات في ريف حماة الشمالي والجنوبي (وسط سورية) إلى قصف مدفعي وجوي، كما جرت اشتباكات في الريف الجنوبي لدى محاولة قوات النظام استعادة نقاط تقدمت إليها فصائل الجيش الحر. وقصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة أمس قرية السرمانية في سهل الغاب غرب حماة من مقراتها في معسكر جورين، كما طاول قصف مماثل بلدة حرب نفسه في الريف الجنوبي، وتعرضت مدينتا كفرزيتا واللطامنة لقصف مدفعي وصاروخي، فيما شنت طائرات حربية غارة بالقنابل العنقودية على مدينة كفرزيتا، تزامناً مع إلقاء مروحيات النظام ألغاماً بحرية متفجرة على مدينة اللطامنة. في المقابل قصف مقاتلو الفصائل في المنطقة بقذائف هاون مواقع قوات النظام في المحطة الحرارية في الريف الجنوبي. وأعلنت فصائل من «الجيش السوري الحر» وكتائب في ريف حمص الشمالي وحماة الجنوبي أنها أسرت خمسة عناصر النظام وقتلت آخرين، خلال مواجهات بين الطرفين شمال حمص، فيما أعلن فصيل «جيش التوحيد» أنه تصدى لأكثر من ثلاث محاولات من قوات النظام للتقدم من الأطراف الشرقية، فيما أعلنت «هيئة تحرير الشام» أنها أعطبت عربة مزودة برشاش للنظام وسيارتي بيك آب. وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قوات النظام قصفت مناطق في بلدتي كفرزيتا واللطامنة بريف حماة الشمالي، ومناطق أخرى جنوبها، كما استهدفت الفصائل بالقذائف منطقة خاضعة لسيطرة النظام. ويأتي ذلك التصعيد غداة إلغاء اجتماع كان مقرراً الأحد بين ممثلي فصائل المعارضة المسلحة والجانب الروسي، على خلفية اصرار الأخير عقد المؤتمر داخل مناطق سيطرة النظام.