تواصل أمس الحراك الديبلوماسي الدولي لتحريك مفاوضات التسوية السورية، فأكدت روسيا وفرنسا التنسيق المشترك لاستئناف محادثات السلام، فيما حضت الصين المجتمع الدولي على بذل قصارى الجهد لحل الأزمة سياسياً وفقا قرار مجلس الأمن. وأفيد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش هاتفياً أمس مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون «الوضع القائم في سورية بعد الضربات الصاروخية». وقال الكرملين إن بوتين كرر تأكيده في الاتصال أن الضربات التي نفذتها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها على سورية «انتهاك صارخ للقانون الدولي، وأدت إلى تعقيد عملية التسوية السياسية». لكن الكرملين أشار إلى أن الرئيسين اتفقا على «مواصلة بذل الجهود المشتركة بهدف استئناف المباحثات السلمية حول سورية على أساس القرار الدولي رقم 2254، مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج منتدى الحوار الوطني السوري في سوتشي»، كما أشار الجانبان إلى «أهمية عمل بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في سورية». وأبلغ بوتين نظيره الفرنسي ب «الخطوات التي تتخذها روسيا بالتعاون مع شركائها في محادثات آستانة لتسهيل الأوضاع الإنسانية في سورية». من جانبة اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن دعوة الرئيس الفرنسي إلى عدم انسحاب القوات الأميركية من سورية، حتى بعد الانتصار على الإرهاب، «تشبه الموقف الاستعماري». وقال لافروف: «لقد صرح الزعيم الفرنسي بضرورة البقاء في هذه البلاد على أساس دائم وبناء سورية الجديدة. هذا هو موقف استعماري». وأكد أن موسكو ستستفسر من الشركاء الفرنسيين عما قصده الرئيس الفرنسي. وزار لافرورف أمس العاصمة الصينيةبكين، وعقد جلسة محادثات مع نظيره الصيني وانغ إي، وأكد في مؤتمر صحافي مشترك، أن روسياوالصين تقيّمان الهجوم الصاروخي على سورية «سلبياً. إنه انتهاك صارخ للقانون الدولي». وشدد على أن الجانبين أيدا إجراء تحقيق شامل وموضوعي، من دون ضغوط خارجية على منظمة حظر الأسلحة الكيماوية للهجوم المزعوم على مدينة دوما. ورأى لافروف أن الضربات كانت محاولة لتعطيل التحقيق من قبل خبراء الكيماوي وتقويض التطورات الإيجابية التي بدأت في التسوية السورية. أكد الوزير الروسي أن موسكووبكين ترفضان محاولات نسف الاستقرار العالمي باستخدام القوة خارج نطاق مجلس الأمن. من جانبة أكد وزير الخارجية الصيني أن على المجتمع الدولي أن يبذل قصارى جهده لحل الأزمة في سورية سياسياً وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2254، مشيراً إلى ضرورة إجراء تحقيق موضوعي وغير منحاز في مزاعم استخدام الكيماوي. إلى ذلك، هدد وزير الدفاع البريطاني توبياس إيلوود، من أن بلاده قد تتدخل مجدداً في سورية، معتبراً أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، لا يزال يميل إلى استخدام الأسلحة الكيماوية.