خلال مباراة العين والوحدة في بطولة كأس رابطة الأندية المحترفة في الإمارات، واجه المهاجم السعودي ياسر القحطاني هتافات من أنصار نادي الوحدة تهدف إلى النيل من معنويات اللاعب والتأثير على أدائه في المباراة وهي عموماً هتافات باتت تلاحق القحطاني أينما حل وارتحل، وأعتقد بأنه اكتسب مناعة ضدها ولم تعد تشكل عائقاً أمامه.. وحتى هنا لا يبدو في الأمر جديداً يستحق الالتفات، فمن الصعوبة السيطرة على انفعالات المشجعين أو رد فعلهم، غير أن ما يستحق التوقف عنده أن التعصب الرياضي جعل بعض الصحف تتخلى عن مهنيتها وتنزل إلى مستوى المشجع البسيط.. حدث هذا عندما نشرت صحيفة «الإمارات اليوم» عنواناً غير لائق يكشف مدى التعصب الذي بلغه البعض حتى أصبح لا يفرق بين الإساءة وبين الإثارة.. عنوان الصحيفة كان كالتالي: «العين يصاب بمرض الوحدة ويخسر 2-1 والقحطاني في الاستراحة» ما أثار استياء كثير من الاعلاميين الرياضيين في الإمارات قبل زملائهم في السعودية، على اعتبار أن ما يردد في المدرجات من إساءات لا يجب أن ينقل إلى الصحف حفاظاً على الذوق العام وأخلاقيات المهنة على الأقل. وحقيقة استغربت رد فعل رئيس تحرير الصحيفة سامي الريامي الذي اتهم البعض ب «تكبير» القضية وأن العنوان لا يستحق كل هذه الضجة، مع أن الاعتراف بالحق فضيلة ومن واجبه الاعتذار للقراء أولاً وللقحطاني وجماهير نادي العين ثانياً، لأن ظهور عنوان بهذه الصيغة فيه تغذية للتعصب وافساد لأجواء الرياضة عموماً. أيضاً الزميل أحمد أبو الشايب رئيس القسم الرياضي في صحيفة «الإمارات اليوم» لم يكن موفقاً حين برر نشر هذا العنوان بترديد بعض الجماهير لهذه العباراة، إذ ليس من المنطق أن تنشر الصحيفة كل ما تردده الجماهير من دون تدقيق! عموماً ليست صحيفة «الامارات اليوم» صاحبة السبق في الإساءة للاعبين بهكذا عنوان، بعدما نشرت إحدى الصحف السعودية قبل سنوات عنواناً رئيسياً استهدف النيل من سمعة لاعب الاتحاد محمد نور، في تصرف لا يمت للمهنية بصلة ويؤكد أننا أمام أزمة أخلاق في الوسط الرياضي. ما نشرته «الإمارات اليوم» وقبلها أكثر من صحيفة سعودية يؤكد أن بعض الصحافيين يساهمون في تصدير التعصب والاحتقان إلى المدرجات بطريقة مباشرة بعيداً عن قواعد وأخلاقيات المهنة وهذه كارثة، على اعتبار أن بعض الصحف باتت تدار بعقليات أناس لا يفرقون بين ما ينشر وما لا ينشر! [email protected]