عادت قضية التكفير من جديد إلى الواجهة، عبر بيان أطلقه عالم الدين السعودي عبدالرحمن البراك ضد مواطنه الكاتب في صحيفة «المدينة» عبدالعزيز بن علي السويد، دعاه فيه إلى الرجوع عن مقالة كتبها وإلا فالمحاكمة هي الحل، فيما لم يبق إلا أقل من 48 ساعة على موعد مؤتمر يقام في المدينةالمنورة، يعالج قضية التكفير. ودعا البراك في بيانه كاتب المقال ورئيس تحرير الصحيفة إلى أن يتوبوا إلى الله، ويستغفروه، وأن يعلنا رجوعهما واعتذارهما عن كتابة هذا المقال ونشره، وإلا فتجب محاكمة الكاتب والصحيفة، مطالباً وزير الإعلام الدكتور عبد العزيز خوجه، بالقيام بواجبه. وقال البراك «قرأت مقال السويد (المفهوم المدني للألوهية)، فوجدته مشتملاً في حقيقته على إلحاد الجهمية، وهو تعطيل الرب عن أسمائه وصفاته، وعلى إلحاد الفلاسفة الإلهيين الذين يزعمون أن ما جاءت به الرسل من صفات الله الذاتية والفعلية هو محض تخيُل أوتخييل، لا حقيقة له في الواقع ونفس الأمر، ولكنه صاغ هذا الإلحاد بأسلوب غير أسلوب المتكلمين، ويظهر خبث مضمون المقال من عنوانه (المفهوم المدني للألوهية)، فالكاتب يبتكر بزعمه معنى جديداً للألوهية، غير ما يفهمه المسلمون، وما هو بجديد» ووصف البراك السويد بالضال، فقال: «هذا الكاتب الضال وصف أهل السنة - وإن لم يصرح باسمهم - في إثباتهم للصفات، بتشبيه الله بالبشر، وسلفُه في ذلك الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم، فإنهم يسمون أهل السنة المثبتين لكل ما أثبته الله ورسوله من الصفات مشبهة ومجسمة». ورأى البراك أن المقالة اشتملت على قدر من الكفر فقال: «نكتفي بهذا القدر من التنبيه على بعض ما تضمنه ذلك المقال المشتمل على الضلال، بل الكفر، فالجاحدون لصفات الله من الفلاسفة والجهمية كفار عند أهل السنة والجماعة، لأن مذهبهم في التوحيد مناقض لما نزل به الكتاب، وجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم». وهاجم البراك الصحيفة التي نشرت المقال، وقال: «وأما نشر صحيفة (...) لهذا المقال فإنه يُصدِّق الكلمة التي كتبتُها عن صحفنا، وهذا نصها: «الحمد لله، أما بعد، فحالة صحفنا مزرية، فصحفنا ضررها على الأمة أكبر من نفعها، ولذا لايعبأ بها أولو الجد والنهى، فمضامينها إما سُم ناقع، أو غذاء غير نافع». ويبدو أن الضغوط على الكاتب بعد نشر مقالته التي استدعت البيان، دفعته إلى إغلاق هاتفه، إذ لم يجب على كل اتصالات «الحياة» المتكررة.