أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، في كلمة خلال افتتاح المؤتمر الأول ل«الصحوة الاسلامية» في طهران أمس والذي حضره 700 مفكر وسياسي إيراني وعربي وأجنبي، «شعبية» الثورات التي يشهدها بعض البلدان العربية، داعياً الثوار الى «عدم الثقة» بالدول الغربية والبحث عن حلول للمشاكل في الإسلام، بعيداً من «التحجر والتعصب الجاهل والمتطرف». وقال: «لا تثقوا أبداً بالولاياتالمتحدة والحلف الأطلسي (ناتو) والأنظمة المجرمة لبريطانيا وفرنسا وإيطاليا التي تقاسمت بلدانكم فترة طويلة من اجل نهبها، واحذروا ابتساماتها دائماً، لأن مؤامرات وخيانات تختبئ خلفها». ورفض خامنئي حق التدخل الغربي في ليبيا، معتبرا ان الغربيين «أعداء كانت يدهم لسنوات في يد (معمر) القذافي»، منتقداً التدمير الهائل الذي ألحقه قصف الحلف الأطلسي بالبنى التحتية في هذا البلد وتسببه في خسائر كبيرة بالارواح. وقال: «لو لم تحصل هذه العمليات لاحتاج الليبيون ربما الى مزيد من الوقت لتحقيق النجاح، ولكن لما كنا شهدنا مقتل جميع هؤلاء الأبرياء، ولما توافرت لأعداء الشعب الليبي والحلفاء القدامى للقذافي ذريعة للتدخل السياسي». وحذر من «اثارة خلافات وصراعات بين الثوار العرب لاختراقهم ونشر فوضى الاغتيالات والحرب الداخلية بين اتباع الاديان والقوميات والقبائل والاحزاب وصولاً الى البلدان الجارة، ما يؤدي الى تردد الثوار وندمهم. وكذلك من فرض حصار اقتصادي ومقاطعة وتجميد أرصدة «لجعل الشعوب تشعر بالتعب واليأس». ودعا خامنئي الي «اعادة تقويم مبادئ الثورة وتطبيقها استناداً الى اصول الاسلام»، معتبراً ان «الشعوب العربية ثارت لإحياء العزة والكرامة الوطنية التي انتهكتها الهيمنة الديكتاتورية لحكام فاسدين والسلطة السياسية لأميركا والغرب». ولفت الى ان تبني الثورات العربية شعارات للمقاومة «لا ينسجم مع رغبات الولاياتالمتحدة والغرب والصهيونية». ويناقش المؤتمر أسباب ما يشهده بعض الدول العربية وظروفه ضمن محاور تشمل تاريخ الصحوة الاسلامية وأسسها، ودور زعماء «الصحوة الاسلامية»، ودرس التطورات والمشاكل والعقبات والأهداف والنتائج، علماً ان إيران تدعم الحركات الثورية في العالم العربي باستثناء سورية حليفها التاريخي في المنطقة، إذ تدعو رئيسها بشار الأسد الى إجراء إصلاحات. وبعدما دأبت طهران خلال الشهور الأخيرة على اتهام الغرب بالسعي الى السيطرة على الحركات الثورية في المنطقة وإخراجها عن مسارها، حذّر مصدر عسكري إيراني بارز من «فتنة جديدة تسوقها تركيا في المنطقة»، معتبراً أن «من أصبح لعبة في يد الولاياتالمتحدة لا مكان له في المنطقة». وقال المصدر لأسبوعية «9 دي» الإيرانية: «لا شك في أن نظام (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان سيسقط، لأنه انتهج سياسة تخدم المصالح الأميركية في المنطقة، عبر تهديد النظام السوري، وسماحه باستخدام قواعد عسكرية تابعة للأطلسي لضرب دول المنطقة».