كشف مدير مركز إدارة الكوارث والأزمات في إمارة منطقة مكةالمكرمة المهندس عبدالرحمن المعيقل، عزم المركز الجاري إنشاؤه حالياً التواصل مع المواطنين عبر شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن الأمير خالد الفيصل حرص على إنشاء مركز اتصال للرد على استفسارات المواطنين. وقال المعيقل في حوار مع «الحياة» إن المركز سيخصص رقماً خاصاً مكوناً من ثلاثة أرقام لتسهيل التواصل مع المواطنين والتفاعل معهم، كما سيتم إنشاء محطة إذاعية خاصة بالمركز تبث المعلومات والإرشادات اللازمة للمواطنين عبر موجات الراديو في حال فقدان سبل الاتصال الأرضية أو الكهرباء، وسيتم الإعلان عن التردد الخاص بتلك الإذاعة في حينه. وحول مدى استعداده لكوارث الزلازل في منطقة مكةالمكرمة كما حدث أخيراً في مدينة القنفذة، أوضح أن العامل الأساس في التعامل مع الكوارث عموماً هو رفع درجة الاستعداد والتدريب قبل الحدث، كما أن العمل وبصورة دورية على رفع مستوى التنسيق والاتصال بين الإدارات المعنية بمواجهة الحدث سواء كانت الأحداث سيولاً أو زلازل أو أي كارثة أخرى يعتبر عاملاً مهماً في إدارة الأزمة أو الكارثة ولقد أخذ ذلك في الاعتبار في التجهيزات الفنية للمركز. وفيما يأتي تفاصيل الحوار: في البداية، نود أن نتعرف على الأدوار التي سيضطلع بها المركز والصلاحيات الممنوحة له؟ - إن عمل مركز إدارة الأزمات والكوارث ودوره مرتبط ارتباطا وثيقا بنظام إدارة الأزمات عامة، وهذا النظام يستند على رفع كفاءة المتابعة والتنسيق بين الإدارات والقطاعات المعنية بإدارة الحدث أو الأزمة لتكوين صورة عامة موحدة لدى القطاعات لتتمكن من المتابعة والتنسيق بصورة متكاملة بحيث يصل الجميع إلى مستوى عال لإدارة الأزمة. وتستند فكرة إدارة الأزمات إلى إدارة الأزمة عبر مستويات مهمة لكل منها دوره في الاستجابة لتطور الحدث وإدارته، وهذا النظام تم تبنيه في كل من الاتحاد الأوروبي وأميركا. ويتضمن بصورة عامة تقسيم الاستجابة للأزمات إلى ثلاثة مستويات رئيسة: المستوى الميداني: وهنا تكون الوحدات الميدانية هي المسؤولة مباشرة عن إدارة الحدث بالميدان. وقد جهزت هذه الوحدات بالمعدات والتدريبات اللازمة لإدارة الحدث بالميدان واتخاذ القرارات اللازمة كافة للتعامل مع الأزمة بمتطلبات الوضع كافة من أعمال إنقاذ أو أعمال الإخلاء المباشرة بالتعامل مع المواطنين. وتقوم الوحدات الميدانية بتحديد المتطلبات اللازمة للتعامل مع الحالة ولا تقوم بالتركيز على كيفية توافر هذه الحاجات فهذه مسؤولية مستويات أخرى لإدارة الحدث. المستوى التكتيكي: ووظيفته التنسيق والمتابعة لدعم المستوى الميداني، وهذا المستوى هو الذي يقوم بعمل الخطط اللازمة لتوفير الحاجات التي قد حددتها الوحدات الميدانية، ومتابعة تنفيذ العمليات المطلوبة وعمل التقييم اللازم لمعرفة مستوى الإمكانات المتوافرة وتحديد النقص إن وجد. المستوى الاستراتيجي: ووظيفته تقويم مستوى تناغم وقوة أداء واستجابة المستويات السابقة وتحديد متطلبات الدعم اللازم لها وتحديد الحاجة من عدمها للدعم الإقليمي داخل المنطقة ومستوى وحدود الأزمة وهل الإمكانات المتوافرة أثناء الأزمة كافية أم أن هناك حاجة لطلب الإسناد من إقليم أو مناطق أخرى وطلب تحرك واستجابة عدد من المناطق حسب الحاجة. وتحوى المراكز ألاستراتيجية تقنية عالية تمكنها من المتابعة والتنسيق والوقوف على مستوى الأداء بين المستويات الميدانية والتكتيكية وطلب الدعم لهذه المستويات عند الحاجة وبالسرعة المطلوبة. وهنا يتضح الدور الذي سيضطلع به مركز إدارة الأزمات والكوارث بمنطقة مكةالمكرمة حيث سيتمحور دور المركز حول المستوى الاستراتيجي وستستمر بقية القطاعات بالاضطلاع بأدوارها حسب خططها وصلاحياتها التي لن تتغير. وما هي المرتكزات الأساسية لعمل المركز؟ - لعل من أهم المرتكزات الأساسية للمركز ستكون تهيئة سبل الاتصال بين القطاعات والمركز لرفع مستوى التنسيق في الأزمات والوقوف على الحاجات أولاً بأول. حيث ستخدم المركز شبكة خاصة من الاتصال اللاسلكي تسمح بتراسل المعلومات والصور، إضافة إلى دمج أجهزة الاتصال اللاسلكي في القطاعات داخل المركز. والغرض من هذه الخطوة هو تمكن قائد المركز الأمير خالد الفيصل من الوقوف على الاتصالات اللاسلكية الدائرة بين القطاعات لمعرفة ومتابعة خطط الاستجابة والوقوف كذلك أولاً بأول على التطورات. كما ستوفر الشبكة الخاصة إمكان طلب عقد الاجتماعات المرئية عن بعد مع أي من غرف العمليات الخاصة بالقطاعات لمتابعة الحال وأخذ التقارير الأولية الفورية، حيث تم الأخذ في الاعتبار تجهيز كل قطاع بنهايات طرفية من المركز تحوي نظم الاتصال الخاصة بالمركز لتمكن القطاعات كافة من الاتصال بالمركز والوقوف كذلك على المعلومات الخاصة التي ستبثها أنظمة متقدمة ومتصلة بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لتعكس أنظمة التطبيقات الخاصة بالسيول والأمطار التي سيوفرها المركز وتظهر مدى تأثر مناطق بعينها داخل المدينة وتبين كذلك مناطق تجمع المياه إن وجدت لتمكن الفرق العاملة في المستوى الميداني والتكتيكي من البناء على هذه المعلومات وتنفيذ خططها الخاصة للاستجابة لهذه الحالات. وسيتم دعم هذه الأنظمة بأعمال مسح جغرافي لمدينة جدة وتركيب مجسات خاصة تعكس أماكن تجمع مياه الأمطار مستندة على معلومات المسح الجيولوجي وأنظمة التطبيقات الخاصة بالسيول. علماً أن هذه الحلول ستوفر في المرحلة الثانية من المشروع. وتضم المرحلة الأولى دمج أجهزة الاتصال اللاسلكي وتوفير أنظمة استقبال البث والصور من الطائرات العامودية وتوصيل عدد محدود من الكاميرات العاملة حالياً مع بناء المركز وتجهيزه بنظم الفيديو ودمج الصور اللازمة لمراقبة الصور المتصلة بالطائرات والكاميرات الأرضية. هل هناك أدوار أخرى مناطة به؟ - بالتأكيد، ومن أهمها متابعة مراحل التنسيق بين القطاعات حيث سيتم توفير نظام متابعة الحدث وهو عبارة عن برنامج يوفر لكل قطاع إمكان طلب الدعم وتسجيل الحالات عبر النظام بالساعة والوقت المحدد لعملية الدعم المطلوبة وسيقوم مشغلو البرنامج في كل قطاع بتحديث المعلومات بالبرنامج حسب تطور الحال فيما سيمكن ذلك قائد المركز بالوقوف على تطور هذه العمليات ومدى الاستجابة أولاً بأول من المركز حيث سيعكس البرنامج في المركز ملخص جميع العمليات الخاصة بالقطاعات وسيتمكن كذلك قائد كل قطاع من معرفة الوضع لدى القطاع الخاص به من خلال شاشة خاصة بقطاعه. كما سيقوم المركز بالتواصل مع المواطنين عبر شبكة الانترنت والتواصل الاجتماعي حيث حرص الأمير خالد الفيصل على إنشاء مركز اتصال للرد على استفسارات المواطنين وسيخدم المركز رقم خاص من ثلاثة أرقام لتسهيل الاتصال بالمركز. كما سيتم إنشاء محطة إذاعية خاصة بالمركز لتبث المعلومات والإرشادات اللازمة للمواطنين في حال فقدان سبل الاتصال الأرضية أو الكهرباء وسيتم الإعلان عن التردد الخاص بالإذاعة في حينه. ولتوفير الدعم اللازم لأعمال الإغاثة سيتم إنشاء محطة اتصال لاسلكي خاصة بالمركز وستوفر أجهزة اتصال لاسلكي لبعض القطاعات المدنية والتي لا توجد فيها خدمات اتصال لاسلكي حاليا مثل لجان الضمان الاجتماعي والتي تعمل لتوفير أعمال الإغاثة أثناء الأزمات وعددها ما يقرب من 40 لجنة. ما هي المهمات الأولى التي سيتولاها المركز في جدة اعتباراً من الآن وحتى دخول موسم الأمطار؟ من أهم العوامل الكفيلة بتعزيز عوامل النجاح لهذه المراكز هي التركيز على العامل البشري ووضع كافة السبل الكفيلة برفع مستوى التدريب والتنسيق. وسيقوم الفريق الاستشاري خلال الأسابيع المقبلة بعمل عدد من ورش العمل مع القيادات والمندوبين لكل قطاع لمراجعة السبل الكفيلة واللازمة للنجاح في هذا المجال. وكما تعلم فإنه قد تم البدء في المرحلة الأولى من المشروع وستكون مدة التنفيذ 152 يوماً. ما دور المركز في مكافحة كوارث الزلازل، مثل ما حدث أخيراً في مدينة القنفذة، وهل وضع المركز مثل هذه الكوارث ضمن خططه وبرامجه؟ - إن العامل الأساس في التعامل مع الكوارث بوجه عام هو رفع درجة الاستعداد والتدريب قبل الحدث. كما أن العمل وبصورة دورية على رفع مستوى التنسيق والاتصال بين الإدارات المعنية بمواجهة الحدث سواء كانت الأحداث سيولا أو زلازل أو أي كارثة أخرى يعتبر عاملا مهما في إدارة الأزمة أو الكارثة ولقد أخذ ذلك في الاعتبار في التجهيزات الفنية للمركز. هل سيشمل نطاق عمل المركز كل منطقة مكةالمكرمة أم جدة فقط؟ وهل سيمارس دوراً في مواسم الحج؟ - سيتم ربط 25 قطاعاً داخل مدينة جدة بالمركز، كما سيتم ربط جميع مكاتب المحافظات بالمركز وسيجهز المركز بوحدات متنقلة تمكن من إدارة الأحداث عن بعد، كما سيتم ربط غرف العمليات الخاصة بالدفاع المدني في كل من مكةالمكرمة والطائف بالمركز وسيتم ربط غرفة العمليات الخاصة بالحج بالمركز كذلك. هناك فريق استشاري للمركز اطلع على تجارب عالمية، ما هي أفضل هذه التجارب التي اعتمدتموها ؟ - وجدنا أن نطاق العمل الذي تم وضعه للمركز يوازي أحدث التجهيزات المعمول بها حاليا. ومن أهم التجارب التي تم الاطلاع عليها هي التقنين الواضح لنظم التشغيل التي تعمل بها هذه المراكز وتبني هذه النظم بصورة عملية من قبل القطاعات كافة مع صدور لوائح تنفيذية تبين مسؤوليات كل جهة والأعمال المتوقعة من كل منها. وهنا أود التنويه بأن التجارب التي مرت بها هذه المراكز كان لها أكبر الأثر في تطوير هذه النظم واللوائح التشغيلية. وكما أسلفت آنفاً بأننا قمنا بتطوير اللوائح التشغيلية بالتنسيق مع الدفاع المدني مع الاستفادة من اللوائح الموجودة حاليا وهذه اللوائح سيتم تطويرها مع الوقت وستكون حجر الأساس لخبرات المركز التراكمية. ومن الناحية التقنية، فقد وجدنا أن الاستفادة من تطبيقات السيول يمثل عاملاً مهماً في إدارة الأزمات والإعداد لها، حيث تصل المركز وبصورة يومية أثناء مواسم الأمطار ما تتنبأ به هذه التطبيقات العملية عن مدى تأثير الأمطار ومساحة المناطق التي قد تتأثر بالسيول ومواقعها اعتماداً على الطبيعة الجغرافية للمدينة. ويدعم ذلك إعداد الخطط اللازمة للاستعداد للأزمة قبل حدوثها. وستتم الاستفادة من هذه التطبيقات في المركز والاستفادة كذلك من خبرات الرئاسة العامة للأرصاد لتشغيل وإدارة هذه التطبيقات. ويذكر أن الناحية الرئيسة للاستفادة من تطبيقات السيول في المركز هي طريقة مواءمتها العملية مع النظم الرئيسة التي ستخدم المركز من النظم الجغرافية ونظم إدارة الحدث حيث ستتمكن القطاعات كافة من الاستفادة من هذه المعلومات لدعم الخطط الخاصة بكل قطاع وذلك بالاستفادة من الشبكة الخاصة بالمركز والتي ستقوم بربط كافة غرف العمليات الخاصة بالقطاعات بالمركز. «الدفاع المدني» شريك لدعم الخطط