شدد الرئيس اللبناني ميشال سليمان على أن "الأمن والحفاظ على السلم الأهلي وعلى صورة لبنان الخارجية خط أحمر يجب على المسؤولين العسكريين والأمنيين عدم التساهل في شأنه". وكان سليمان يتابع قضية خطف الأستونيين السبعة في البقاع وبعض التوترات الأمنية في المناطق اللبنانية والتي باتت تقلق المسؤولين في ظل أزمة تشكيل الحكومة الجديدة والعالقة على خلافات جوهرية بين أطراف الأكثرية الجديدة. وعلى الرغم من قول رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد مشاورات أجراها مع سليمان أمس إن الحكومة "سائرة في طريقها نحو التأليف، إلا أن ما يدور في كواليس تشكيل الحكومة بات يهدد بتحولات دراماتيكة جدية داخل الأكثرية إذا ما استمرت الأطراف على تشددها، ومطالبها المتناقضة خصوصا شروط رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون (أدخل إلى المستشفى أمس بسبب وعكة صحية) الذي يواصل فتح النار على رئيس الجمهورية وأطراف في المعارضة خصوصا تيار المستقبل. وبالإضافة إلى عقدة تكتل التغيير والإصلاح، ومطالبته بمعظم المقاعد المسيحية وبوزارات سيادية أبرزها وزارة الداخلية، برزت عقبات تمثيل أطراف أخرى في الأكثرية كالسنة والدروز، حيث هدد النائب طلال أرسلان أمس بعدم منح الثقة للحكومة في حال تم تجاهل تمثيله في الوزارة الجديدة. ووسط هذه التشنجات سرت معلومات عن أن حزب الله لن يوافق على أي حكومة لا يكون فيها لحلفائه السنة تمثيل متوازن خصوصا الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي، فيما يرفض رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي الإتيان بوزير من عائلة الرئيس كرامي يشكل استفزازا لحليفه النائب أحمد كرامي. ووصل الأمر بأن سربت أوساط مقربة من حزب الله كلاما يوحي بأن هناك مرشحين آخرين لتولي تأليف الحكومة في حال وصلت الجهود والمفاوضات إلى حائط مسدود. ونقلت أوساط نيابية معلومات عن أن بري سوف يقوم بمبادرة قريبة للخروج من عقدة تأليف الحكومة، فإذا ما نجحت فإنه يكون قد قام بما هو مطلوب منه أما في حال استمرار العقد فإن الخيارات ستكون مفتوحة بالتنسيق مع جميع الحريصين على أن يتجاوز لبنان التحديات التي تواجهه. من جهة ثانية أشار السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري بعد لقائه البطريرك الماروني الجديد بشارة الراعي إلى أنه "على ثقة تامة أن البطريرك بشارة الراعي، بما عرف عنه من علم وانفتاح وريادة في المسؤوليات الروحية والمواقف الوطنية، سيكون خير خلف لخير سلف، وسيتابع السعي مع رؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية والمسؤولين السياسيين من أجل جمع شمل اللبنانيين، وتوحيد كلمتهم، وتحصين لبنان في مواجهة الأخطار التي تحدق بالمنطقة والعبور به إلى شاطئ الأمان".