دمشق، عمان، لندن، طرابلس - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - سقط أمس عشرات القتلى والجرحى برصاص قوات الأمن السورية خلال تظاهرات حاشدة في مدن عدة، شهدت خروج آلاف المحتجين في بعض أحياء دمشق وريفها، فيما وجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان انتقادات حادة إلى الرئيس بشار الاسد، مؤكداً أن عصر القادة «الطغاة» انتهى. وأعلن ناشطون وحقوقيون مقتل 36 شخصاً على الأقل برصاص الأمن خلال تظاهرات «جمعة ماضون حتى إسقاط النظام»، فيما انتشرت قوات الأمن والجيش بكثافة في ريف دمشق. وأظهرت أشرطة مصورة بُثت على الإنترنت أمس، آلاف المحتجين في معظم مناطق ريف دمشق، خصوصاً داريا ودوما وحرستا ورنكوس، إضافة إلى تجمعات لمئات المتظاهرين في بعض أحياء العاصمة، خصوصاً الميدان وكفرسوسة والقدم وبرزة والصالحية. وسقط معظم القتلى أمس في ريف حماة وفي جبل الزاوية قرب الحدود مع تركيا، حيث شهدت المنطقتان عملية عسكرية كبيرة الأسبوع الماضي. وأضاف شهود أن محتجين قتلوا أيضاً في حمص وعلى مشارف دمشق، بينهم طفل يبلغ من العمر 12 سنة. واقتحمت قوات الأمن بلدة حلفايا قرب حماة بحثاً عن منشقين وقتلت ستة أشخاص وجرحت 11 آخرين، ثلاثة منهم في حالة حرجة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقُتل شخص في قرية خطاب في محافظة حماة «خلال عمليات مداهمة»، فيما قُتل ثلاثة في قريتي سرجة وكفر عويد في منطقة جبل الزاوية. وفي حمص، قتل متظاهران برصاص عناصر الأمن خلال تجمعات في بضعة أحياء شارك فيها آلاف الأشخاص. وقتلت قوات الأمن شخصاً آخر في حي نهر عائشة في دمشق، بحسب المرصد الذي تحدث عن مقتل شخص ثان في دوما في ريف دمشق. وأكد العثور على ثماني جثث، ست في جبل الزاوية واثنتان في حمص. واقتحمت عناصر المخابرات جامع الفارس في داريا وأطلقت الرصاص لتفريق المعتصمين وملاحقتهم، فيما أطلقت قوات الأمن في دير الزور الرصاص بكثافة لتفريق المتظاهرين الذين خرجوا من مسجد الروضة في حي الجبيلة. إلى ذلك، وجه رئيس الوزراء التركي الذي زار ليبيا أمس انتقادات حادة الى الرئيس السوري، مؤكداً أن عصر القادة «الطغاة» ولى. وقال أردوغان أمام حشد في طرابلس: «لقد أثبتم للعالم أنه لا يوجد نظام يمكن أن يسير ضد إرادة شعبه. وهذا ما يتعين أن يفهمه أولئك الذين يقمعون الشعب في سورية». وأضاف من دون أن يشير إلى الأسد بالاسم: «على هذا النوع من القادة أن يفهم أن زمنه قد ولى لأن عصر أنظمة الطغيان قد ولى... من يمارسون القمع على الشعب في سورية لن يمكنهم الوقوف على أقدامهم لأن القمع والازدهار لا يستقيمان سوياً. الآن سلطة الشعب هي القادمة واهنئكم على كفاحكم». وكانت صحف تركية نقلت أمس عن أردوغان أنه طلب من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن يتوقف عن دعم نظام الأسد. وكتبت صحيفة «حرييت» أن أردوغان قال أمام صحافيين في تونس: «لا يمكنني الحديث عن وجود توتر مع إيران. لكن في ما يتعلق بسورية، حذرتهم من أن نظام الأسد بات مستكبِراً جراء تشجيعهم». وأضاف: «تناولت المسألة هاتفياً مع أحمدي نجاد. وأرسل بعدها موفداً خاصاً تباحثت معه، وحصل تغير في موقفهم». وأشار إلى أنه يعتزم إرسال رئيس الاستخبارات التركية حقان فيدان إلى إيران للتباحث في المسألة، وأنه يمكن أن يتوجه شخصياً إلى طهران في وقت لاحق.