أفادت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية أمس أنه على رغم الضغوط الأميركية على إسرائيل لوقف البناء في المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، صادق وزير الدفاع ايهود باراك على بناء 300 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة تابعة للتكتل الاستيطاني «بنيامين» غرب رام الله في الضفة الغربية. وأضافت أن بين الشقق الجديدة 60 شقة تم الشروع في بنائها في عهد الحكومة السابقة من دون التصديق على الخرائط رسمياً، فوقّع عليها باراك أخيراً بأثر رجعي، وعلى مخطط لبناء 240 شقة جديدة. ونقلت الإذاعة عن منظمة «بمكوم - مخططون من اجل حقوق الإنسان» الإسرائيلية الناشطة ضد مواصلة الاستيطان، أنها احتجت على المخطط لدى «الإدارة المدنية» في جيش الاحتلال بداعي أن البناء المخطط له سيمنع سكان قرية فلسطينية محاذية للمستوطنة من الوصول إلى أراضيهم وفلاحتها. وقال عضو المنظمة نير شاليف إن «المستوطنين يتذرّعون كل الوقت بالنمو الطبيعي بينما تتم هنا إقامة 300 وحدة سكنية جديدة تسد احتياجات التكاثر الطبيعي لجيلين قادمين». وبحسب موقع المستوطنة المذكورة على شبكة الانترنت، تسكن في هذه المستوطنة الصغيرة 200 عائلة فقط (غالبيتها من المتدينين المتزمتين)، ما يؤكد أن عدد الشقق الجديدة المنوي إقامتها لا علاقة له بالتكاثر الطبيعي. وردّ المجلس الإقليمي «بنيامين» على احتجاج منظمة «بمكوم» بالقول إن مخطط البناء جاهز وبدأ تنفيذه خلال ولاية الحكومة السابقة «والآن يتم فقط ترتيب الجوانب القانونية». وقال رئيس المجلس الإقليمي إن «وزير الدفاع صادق على ما تعهّد به في الماضي، ولأسفنا سنضطر في المستقبل أيضا للمطالبة بتصاريح للبناء». واقتبس من أقوال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في خطابه الأسبوع الماضي بأن «كل ما يريده المستوطنون هو توفير حياة طبيعية لهم». وتؤكد أقوال رئيس «المجلس الإقليمي» تقارير أخرى لمنظمات تتابع النشاط الاستيطاني أشارت إلى أن البناء في المستوطنات شهد فترة ازدهار في عهد الحكومة السابقة برئاسة ايهود اولمرت وبمصادقة باراك، زعيم حزب «العمل» المحسوب على «معسكر السلام في إسرائيل». على صلة، أفادت صحيفة «معاريف» أمس أن ثمانية ضباط وجنود نظاميين واحتياط في جيش الاحتلال الذين يقيمون في البؤرة الاستيطانية غير القانونية «كيدار» القريبة من مدينة نابلس، رفعوا عريضة إلى رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال غابي أشكنازي يهددون فيها بأنهم سيرفضون الخدمة العسكرية في حال تفكيك البؤرة الاستيطانية المذكورة وإخلائهم من بيوتهم. وأقيمت هذه البؤرة عام 2003 وترتع فيها نحو 30 عائلة وتعرف ب «تلة الضباط» لوجود عدد كبير فيها من الضباط الكبار في الجيش النظامي وآخرين في الاحتياط بعضهم في وحدات النخبة، حتى أن المستوطنة خلت من الرجال أثناء الحرب الأخيرة على لبنان نظراً لاستدعاء الضباط والجنود من المقيمين فيها، فاستدعي آخرون لحراستها.