كشف أمين محافظة جدة المهندس عادل محمد فقيه عن وجود عوامل عدة متشابكة ومتشعبة أسهمت في تفشي فيروس حمى الضنك في المحافظة، مثل «عدم اكتمال شبكة الصرف الصحي، ومشاريع خفض منسوب المياه الجوفية، إضافة إلى كثرة المشاريع تحت الإنشاء، وتوافد الزوار والوافدين، والتغيرات الجوية، وقلة الوعي بالنسبة لبعض المواطنين». وتفقد المهندس فقيه أمس بعض أحياء جدة للاطلاع على الجهود المبذولة في مكافحة مرض حمى الضنك، واستمع إلى شكاوى المواطنين. وقال ل«الحياة»: «إن المكافحة الحشرية تأتي على رأس أولويات أمانة جدة، وهناك إدارة عامة للمكافحة الحشرية والوقاية الصحية في الأمانة معنية بهذا الأمر»، مشيراً إلى مضي الأمانة في تنفيذ إستراتيجية مدروسة تهدف إلى خفض معدلات البعوض وبؤر توالده باستخدام العديد من الوسائل الفعالة الآمنة (صحياً وبيئياً)، وترتكز على محاور أساسية من مكافحة كيمياوية وغير كيمياوية، واستكشاف حشري ومكافحة منزلية ومركزة، ورصد المستنقعات ومعالجتها. وأضاف أمين جدة: «إن تحديد مواقع تواجد وتكاثر البعوض الناقل لفيروس حمي الضنك والعمل على مكافحته ومعالجته بالطرق العلمية الحديثة يأتي من خلال خطتين طويلة وقصيرة المدى، ومن خلالها حققت الأمانة نجاحاً ملحوظاً تمثل في القضاء على غالبية مصادر تكاثر البعوض الناقل لحمى الضنك، وبؤر توالده ومعالجته، والوصول به إلى الحد الأدنى من دون حدوث أي إخلال في الصحة سواء العامة أو البيئية». بدوره، أوضح مساعد وكيل الأمين للخدمات لشؤون النظافة ومدير الإدارة العامة للمكافحة الحشرية والوقاية الصحية في أمانة جدة الدكتور عبدالغفار أزهري أن الإحصاءات الصادرة عن أمانة جدة خلال الأسابيع الدولية (5 ،6 ،7 ،8) بدءاً من 28 من محرم وحتى أول ربيع الأول 1426 تشير إلى أن معدل الإصابات في حمى الضنك وصل إلى 84 إصابة، موضحاً أن الارتفاع المفاجئ لعدد الحالات خلال الأسبوع الدولي الخامس يعود إلى اكتشاف بؤر توالد في أحد المعسكرات التي تضم أكثر من 400 شخص. وقال: «إن مؤشر كثافة البعوض البالغ الناقل لحمى الضنك بلغ 254، في حين بلغ مؤشر يرقات البعوض الناقل لحمى الضنك 507، ومؤشر يرقات بعوض الكيولكس 2804 يرقات،كما تم معاينة وعلاج 17172 وحدة سكنية من طريق المكافحة المنزلية، وزيارة وعلاج 180 مشتلاً، و6601 مبنى تحت الإنشاء، و 628 حديقة عامة، و204 مصانع بلك، و896 أخرى، وذلك ضمن أعمال المكافحة المركزة التي شملت مكافحة 8509 مواقع». وكشف أزهري عن أعداد المستنقعات المستكشفة بواسطة المرئيات الفضائية قائلاً: «وصلت إلى 1681 مستنقعاً منذ بداية البرنامج، وتم ردم 268 مستنقعاً منها حتى الآن، بينما جف منها 1218 مستنقعاً، والبقية عبارة عن مواقع زراعية ومياه صرف صحي تتم معالجتها بشكل أسبوعي ضمن برنامج المكافحة المركزة»، مشيراً إلى أنه منذ بدء الحملة وحتى نهاية هذه الأسابيع الدولية تم تركيب 15959 شباكاً تمثل نحو 18341 متراً مربعاً من ستائر الشبابيك المعالجة بالمبيد الآمن (القماش المعالج). وأشار إلى أن الحملات المشتركة التي تنظمها الأمانة مع الجهات ذات العلاقة استطاعت الحد من بؤر تكاثر وتوالد البعوض الناقل لحمي الضنك، كالحملات المشتركة بين الأمانة ووزارة الصحة عام 2008، من خلال تنظيم المعارض في الأسواق، وتوزيع آلاف النشرات التوعوية باللغتين الهندية والإنكليزية، إضافة إلى الحملات التي تستهدف المدارس من طلبة ومعلمين لترسيخ قواعد المكافحة والقضاء على المرض. وختم مؤكداً على مواصلة الأمانة لعمليات الإقصاء الحشري، واكتشاف مصادر جديدة لبؤر التوالد، والمعالجة المناسبة، ومتابعة البلاغات التي تأتيها من المواطنين والمقيمين.