يبدو أن الأزمات التي تصيب العراقيين هذه الأيام لا تكفي، إذ عجزت السلطات المحلية في ناحية سيد دخيل (شرق مدينة الناصرية) عن التقاط أفعى سامّة ظهرت في المنطقة قبل أكثر من سنة، حاصدة أرواح أكثر من 50 شخصاً حتى الآن، ما دفع بالسلطات إلى إعلان المنطقة منكوبة. والأفعى من نوع البامبا الافريقية، ولم يتمكن الباحثون من معرفة طريقة وصولها إلى المنطقة، وسط إشاعات تفيد بأنها سربت إلى المنطقة بفعل فاعل. وباتت الأفعى تحمل اسم المنطقة، وجميع سكان مدينة الناصرية وبقية الأقضية التابعة لها، يتحدثون عن «أفعى سيد دخيل»، كأنها أسطورة. يؤكد رئيس مجلس ناحية «سيد دخيل»، جبار حسين سلمان، أن إعلان الناحية منطقة منكوبة جاء بعد مقتل العشرات من الأهالي بسموم الأفاعي الخطيرة المنتشرة وبكثرة في قرى سيد دخيل. ويوضح أن الأفعى فتكت بالكثير من أبناء الناحية، من دون أن يؤدي ذلك إلى أي تحرك جدي لإيجاد حلول مناسبة أو توفير الأمصال لعلاجها، فالمسؤولون خاطبوا الجهات المعنية في الحكومتين المحلية والاتحادية بعد وقوع عدد من الضحايا، لكن أحداً لم يتحرك. ويرى سلمان أن ظهور الأفعى جاء نتيجة الجفاف والتغيرات البيئية التي حصلت في المنطقة، بما فيها شحّ المياه وعمليات التصحر وتراجع الزراعة. ويوضح أحد المتخصصين في الصحة، أن أفعى البامبا تعدّ من ألدّ أعداء الإنسان وضحاياها بالآلاف حول العالم، اذ يهاجم سمّها الجهاز الدموي في الجسم.