تشهد العاصمة الفرنسية على مدى اربعة أيام عروضاً مكثفة للسينما العربية وعلى الأخص منها تلك القادمة من بلاد الثورات. «ربيع السينما العربية» تنظمه جمعية السينما العربية الأوروبية في باريس في دار للسينما اعتباراً من 15 ولغاية 18 ايلول (سبتمبر) الجاري. ايام الربيع السوري ستطغى على ما يبدو على عداها، إذ تشارك سورية بأكبر عدد من الأفلام الوثائقية (13) تتراوح مدتها ما بين الدقيقة والنصف دقيقة كما بالنسبة الى «حرية وبس» لمجموعة أبو نضَارة التي تشارك بعدة افلام أخرى قصيرة، إلى الساعة والنصف كما في «الليل الطويل» لحاتم علي. وبين هذا وذاك سيكون «طوفان في بلاد البعث» لعمر أميرلاي الذي يبدي «صورة سورية التي يشكلها حزب البعث منذ عقود ومن دون مشاركة»، و «6 قصص عادية» لميار الرومي عن حياة لسائقي سيارات الأجرة في دمشق الذين يعيشون ليومهم فقط أمام المستقبل المجهول. كما سيكون هناك فيلم محمد علي الاتاسي «في انتظار ابي زيد» الذي يروي مراحل من حياة المفكر المصري نصر حامد أبي زيد. الى بعض ما سيعرض من أفلام قديمة نوعاً مثل فيلم «انا التي حملت الزهور إلى قبرها» لهالة العبد الله وعمار البيك، و «من أجل قطعة حلوى» لهالا محمد ولكنها لا تبتعد بمواضيعها عما يجري في البلاد حالياً. وتأتي تونس في المرتبة الثانية في عدد الأفلام المشاركة (10) وأحدثها «العلمانية ان شاء الله» لناديا الفاني التي كانت بصدد تصويره حين اندلعت الثورة فأحدث ثورة من نوع آخر في تونس حين عرضه بسبب موضوعه. وثمة العديد من الأفلام القصيرة عن «الثورات العربية التي تهب حتى في الريف»، والحائط الذي يشهد على هذه الثورات ومواضيع اخرى ذات صلة مثل إدمان الفضائيات الإسلاموية «العيشة» والتعارض الفكري والمظهري بين شقيقتين «شد». ومن مصر أفلام أكثر طولاً عن حكايات الثورة سبق بعضها هذه الثورة مثل «عنبر رقم 6» لنسرين الزيات عن ناشطتين في حقوق الإنسان اعتقلتا في تظاهرة، واخرى «في قلب الثورة المصرية» لناجي اسماعيل عن شعر لأحمد حداد و «18 يوماً في قلب الثورة المصرية» لميتري ميخائيل وفريد اسماعيل، كما افلام اخرى تحكي الرشوة «اياد نظيفة، صابون قذر» لكريم فانوس وثمة أفلام روائية كفيلم «احكي يا شهرزاد» ليسري نصر الله. وسيحضر لبنان صبيحة اغتيال رفيق الحريري في «بيروت الحقيقة والكذب» لمي المصري وحيث «آلاف اللبنانيين يحتلون ساحة الشهداء للمطالبة برحيل الجيش السوري حالمين بلبنان جديد...»، فيما ستعرض أفلام أحدث مثل «مشاهد قصيرة من زواج طويل» لرانيا عطية ودانييل غارسيا عن العالم القديم الذي ينطفئ على صدى ضجيج الثورات العربية، و «وداع لمبارك» في فيلم كاتيا جرجورة الذي حققته هذا العام، و» شنكبوت» لأمين دورا وهو مختارات من حلقات لأول دراما ويب عربية. ولن تختتم التظاهرة قبل عرض «وهلق لوين» لنادين لبكي. ومن المغرب أربعة أفلام منها فيلم جديد لليلى كيلاني «على اللوح» عن الثورات العربية التي لم تتم في ربيع واحد، وآخر عن سنوات السبعينات وثورة الطلاب «مطلوب». كما ستشارك دول اخرى مثل السعودية عبر «دمية» لريم البيات، والبحرين «السدادة» عن حرية التعبير، واليمن والجزائر والعراق وفلسطين وفرنسا وايطاليا بمعدل فيلم لكل منها. وستنظم ندوة عن «تصوير الثورة» يشارك فيها العديد من السينمائيين العرب.