هل المشرفون عن شؤون المنتخب الأول إدارياً وفنياً مطالبون بالظهور والبحث عن مسببات «تعثر» المنتخب في أولى جولات التصفيات المؤهلة لكأس العالم أمام عمان وأستراليا؟ ومحاولة تهدئة الشارع الرياضي السعودي بقدر المستطاع، من خلال إطلاق وعود الإصلاح والتطور خلال الفترة المقبلة، بدءاً من مباراة تايلاند «الحاسمة». الذي أعرفه كغيري من المتابعين لشؤون المنتخب أن ما يحدث هو انعكاس لسوء برمجة وتخطيط الموسم الماضي، الذي شهد أطول موسم رياضي في العالم، وتبعته إشكالات عديدة من الصعب تعديلها وتقويمها على الورق كما يتصور البعض، فالتركة ثقيلة ومرهقة لمن يريد الإصلاح، فبعد مرحلة سوء تخطيط وضعف متابعة حدث ما حدث في النهاية، وجاء ريكارد في «معمعة» هذه الإشكالات وعقب ماراثون مفاوضات، وخيل للبعض أنه الحل الأمثل، وأننا مع قدومه سنطوي صفحات الإشكاليات المرهقة للكرة السعودية ولكن الوقت لم يسعف ريكارد من وجهة نظري في التقاط الأنفاس فما بالك في علاج أوجاع شوهت جسد المنتخب السعودي، وأنا هنا لا أعفي مدربنا القدير من «شجاعة» لم يحن وقتها، فالضبابية التي تغطي «حال» المنتخب لا تشجع أي مدير فني على «المغامرة» بتحمل المسؤولية، فخلاف ضيق الوقت، إلا أن فترة الإعداد لم تكن مثالية لظروف عديدة يأتي أهمها دخول شهر رمضان في هذه الفترة، ونحن العارفون بخصوصية هذا الشهر الكريم لدينا، ويعرف المتخصصون في علم اللياقة البدنية أن ظروف الصوم وتغير البرنامج اليومي من نوم وأكل وخلافه للاعب «يلغي» أي أهداف رئيسية للإعداد المثالي للاعب. وواجه ريكارد ومعاونوه «معضلة» رمضان الرئيسية ولم يكن لهم خيار سوى القبول بالأمر الواقع والسعي في إيجاد «مخارج» من هذا المأزق بإقامة معسكر مغلق لعل وعسى أن يجدي نفعاً، ولكن في النهاية حدث المتوقع بأن وقع الجهاز الفني في «ارتباك» ما بين تطوير العنصر اللياقي، وما بين البحث عن رفع الانسجام ما بين لاعبي «الأخضر». التحضير غير المثالي للمنتخب السعودي تسبب في الظهور الباهت للاعبين كما شاهدنا، ومعه تزايدت أخطاؤهم الفردية، وهذا ما يجعلني أطالب المشرفين عن المنتخب بالسعي لإيجاد مباراتين وديتين قبل مباراة تايلاند، فهذه المرحلة لا تقبل أن نتكئ على تاريخنا وإنجازاتنا الماضية، ولا على نجومية بعض لاعبينا، فدرس مباراة تايلاند مع عمان يؤكد أنه لا بد أن نرفض تكراره معنا من خلال التجهيز بشكل أفضل مما سبق، صحيح أن مشاركة لاعبي «الأخضر» أنديتهم في أكثر من ثلاث مباريات رسمية سيسهم بشكل كبير في وصولهم ل «الفورمة» لمستوى مقبول قبل مباراة تايلاند، إلا أنني أرى أن خوض مباراتين وديتين أصبح ضرورياً قبل معترك مباراة تايلاند الخطرة. ففي الوقت الذي كنا ننتظر ظهور صوت المتخصصين فنياً عبر وسائل الإعلام لتقديم رؤاهم حول ما حدث في مسيرة المنتخب السعودي، إلا أن المفاجأة حدثت في ظهور من لم يخطُ خطوة واحدة داخل المستطيل «الأخضر»، ويقوم بتوجيه النقد هنا وهناك من دون طرح وتقويم الأمور الفنية بشكلها الاحترافي! [email protected]