أرى أن هناك فرقاً بين تحذير لاعبي المنتخب السعودي الأول من مباراة هذا المساء «المفصلية» أمام منتخب عمان «المنتشي»، وما بين الثقة في قدراتهم كأفراد عرفناهم جيداً من خلال أنديتهم، أو من خلال مشاركاتهم الماضية في المنتخبات السعودية؟ ولا يجرؤ أحد على التشكيك في مهاراتهم وولائهم للمنتخب الوطني، إلا أن المرحلة الغير مثالية التي عاشها المنتخب السعودي الأول من أشهر طويلة، ربما تقلق البعض، وهذا أمر متوقع، وربما جعل البعض كذلك يتخوف من استمرار هذا التراجع «المخيف» للمنتخب، حتى أن هناك من أبدى تخوفه من عدم تجاوز هذه التصفيات الباكرة لا سمح الله؟ هذه الوضعية لا يمكن تجاوزها إلا حينما يستغل لاعبو المنتخب ظروف مباراة اليوم، ويحصدوا الثلاث نقاط كاملة من أمام منتخب عمان الذي يستحق أن نحسب له حسابات عدة، ولا ننظر لما قدمه من مستويات متدنية في مبارياتها الأولى، ولا إلى الغياب «المؤثر» لنجميه في محور الارتكاز احمد كانو واحمد حديد، فحينما نؤكد أن الفرصة بيد لاعبي المنتخب السعودي اليوم فنحن على يقين أن لدى اللاعبين مزيداً من العطاء ومزيداً من الروح القتالية، التي لم يقدموها حتى مع آخر مباراة كانت أمام تايلاند، نعم خرج المنتخب أمام تايلاند بالأهم وهو النقاط الثلاث، لكن فعلياً لم يقدم المنتخب العطاء الفني المأمول الذي يوازي سمعة اللاعبين الفردية والمهارية ولا سمعة جهازه الفني، ولا حتى الدعم الجماهيري الذي وجد في مدرجات الملك فهد. الفرصة مواتية الليلة لنجوم المنتخب السعودي لإعادة جزء كبير من الثقة المفقودة بينهم وبين أنصارهم، وبأيدهم فقط يمكن إعادة الثقة لأنفسهم كلاعبي منتخب، وبأيديهم حسم أمور التأهل من دون النظر لنتائج مباريات المرحلة الأخيرة. أعلم أن المهمة صعبة، وتحتاج جهداً وعملاً ميدانياً يغلف بالروح القتالية في المقام الأول، وأعلم كغيري أن المباراة «حاسمة» كهذه تحتاج تركيزاً كبيراً، وذكاءً في التعامل مع أحداثها، وأعلم كغيري أن «الابتكار» من لاعبي المهارة الفردية ربما يحسم النتيجة متى ما أبدع هؤلاء اللاعبين في تنفيذها في الوقت والمساحة المثالية؟ فهل يعلم اللاعبون أنهم يحملون آمال ملايين السعوديين، وكذلك محبي «الأخضر»، ولن يجدوا فرصة كهذه لمنحنا آملاً جديداً أن الكرة السعودية في طريقها إلى النهوض القوي من كبوتها المخيبة للآمال. لا أبالغ بالقول إن المسؤولية تقع على عاتق لاعبي المنتخب السعودي أولاً وأخيراً، ولكن ننتظر من المدرب فرانك ريكارد رسم طريقة لعب تسهل كثيراً من عمل اللاعبين ميدانياً، وتجعلهم أكثر اطمئناناً على نجاح مخططاته التكتيكية، بالذات أن المنتخب العماني، يعيش فترة «مثالية»، وهو يجدد آماله على حساب المنتخب الأسترالي في مباراة «مميزة» للعمانيين، برهنت على حسن قدراتهم الفنية والجماعية. وللاعبي المنتخب السعودي نقول «جيبوها» والكل معاكم. [email protected]