أذاعت نشرات الأخبار أسماء المفجرين وجنسياتهم، واندهشنا حينما علمنا أن 15 شخصاً منهم سعوديين، فقد كان لنا وضعنا الخاص في أميركا، واتصل والدي محاولاً إقناعي بالرجوع خوفاً عليّ وعلى عائلتي فقلت له إن المطارات مقفلة في حينها، ونحن لم نرَ ما يخيفنا، وساءت الأمور فلكل حادث حديث، حينما أعلنت نشرات الأخبار القبض على سعوديين منهم الدكتور بدر الحازمي، وأخذوا يعرضون صورته على الشاشات مراراً وهو ما زاد قلقنا وخوفنا. بعد عمليات القبض على أبناء جلدتنا، وأصبح السعوديون يتبادلون الرسائل الإلكترونية التي لا تسر عن ضرب زميل لنا في حديقة منزله بينما هو جالس يذاكر، وقتل أحد السيخ الهنود لأنه كان يلبس عمامة تشبه العمامة العربية، والقبض على مجموعة هنا وهناك، وقنابل وجدت في المساجد، وكانت هذه الأخبار تشعرنا بالقلق وإن لم نر شيئاً في مدينتنا. تعاملت الملحقية مع الحدث، وفتحت أبوابها وجعلوا لكل ولاية أو اثنتين موظفاً مسؤولاً عن طلبتها زودونا بأرقام هواتفهم الخاصة وفاكساتهم وأرقام مكاتبهم وأرسلوا لنا نصائح يجب أتباعها بدقة في هذه الظروف العسيرة. كنت حريصاً أن اتصل على غنيم المطيري باستمرار فهو حزم شنطه ويبحث عن أية رحلة مغادرة، وعملت له السفارة حجزاً على الخطوط السويسرية يوم الخميس وخرج من مطار بوسطن - أي بعد الحدث ب10 أيام، اطمأننت قليلاً لأن الخطوط عاودت الطيران فأنا استطيع الخروج من أميركا في أي وقت أشاء الآن، ولكني قررت أن لا أخرج فالفصل الدراسي في منتصفه تقريباً وسأضطر لو خرجت لحذف المواد وإعادة دراستها من جديد عندما أرجع. وترد علينا أيضاً زوار الفجر من أجهزة الاستخبارات والشرطة وإن لم يزوروني شخصياً بزياراتهم إلا إنهم تفقدوا مجموعة من الزملاء هنا، بدءاً بنائب رئيس النادي السعودي وبعض الزملاء في مدينتنا، بيد أنهم يقدمون الاعتذارات، واقتصار مهمتهم على رؤية الأوراق الرسمية والتأكد من مشروعية الإقامة في أميركا متبوعة ببعض الأسئلة عن معرفتهم بأحد المتهمين في إسقاط الطائرات على أبراج نيويورك وواشنطن.