أكد وزراء الخارجية العرب دعم قرار لجنة المتابعة العربية بدعم التوجه لتقديم طلب إلى الأممالمتحدة للاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 67 وعاصمتها القدس الشريف والحصول على العضوية الكاملة. وكلف الوزراء في اختتام اجتماعهم أمس المجموعة العربية في الأممالمتحدة إعداد خطوات هذا التحرك واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وطالب الوزراء الولاياتالمتحدة بعدم استخدام حق النقض بمجلس الأمن ضد القرار العربي خصوصاً أن هذا يتماشى مع تصريحات الرئيس الأميركي في خطابه بتاريخ 19 أيار (مايو) الماضي لتحقيق السلام على أساس حلّ الدولتين وأن تكون حدود دولة فلسطين مع مصر والأردن وإسرائيل. كما قرر الوزراء دعم التحرك الفلسطيني التوجه إلى اللجنة الرباعية الدولية والولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي لتجسيد إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وانضمامها عضواً دائماً في الأممالمتحدة في الشهر الجاري. وكان رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان أعلن في كلمته في افتتاح اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري (الدورة 136) أمس دعم بلاده التوجه الفلسطيني. فيما اتهم رئيس الدورة رئيس وزراء قطر وزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم إسرائيل بالتهرب من استحقاقات السلام الشامل والدائم الذي لا يتحقق إلا بانسحاب كامل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، مؤكداً ضرورة اتخاذ موقف حازم ضد إسرائيل لجعلها تمتثل لإرادة الشرعية الدولية. وأكد أهمية الدعم العربي لفلسطين في توجهها إلى الأممالمتحدة، داعياً الفلسطينيين في الوقت ذاته إلى تنفيذ بنود اتفاق المصالحة الفلسطينية الموقع في القاهرة. وأعرب الشيخ حمد بن جاسم عن الأسف إزاء الأحداث في سورية، وقال: «نتطلع لوقف استخدام السلاح واللجوء إلى الكلمة والحوار»، مؤكداً ضرورة تفعيل المبادرة العربية لحل الأزمة السورية. كما أعرب عن القلق لتوتر الوضع في اليمن، داعياً الأطراف كافة لضبط النفس، وتهيئة الأوضاع لتحقيق مطالب الشعب اليمني. وجدد مجلس الجامعة التزامه بدعم استقرار وأمن مملكة البحرين، وتأييده للخطوات الحكيمة التي اتخذها ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة لإعادة الأمن والاستقرار للبلاد، مشيداً بالانتخابات التي ستجرى أواخر الشهر الجاري والتي من شأنها المساهمة في دفع وتعزيز مسيرة الإصلاح والتقدم، وبالنتائج الإيجابية لحوار التوافق الوطني، وتشكيل اللجنة الملكية المستقلة لتقصي الحقائق، لكشف حقيقة ما مرت به المملكة من أحداث أخيراً. كما أكد مجلس الجامعة أهمية الالتزام بالمرتكزات الأساسية للعلاقات بين إيران والدول العربية وبمبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل الخلافات بالطرق السلمية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، معرباً عن قلقه الشديد من استمرار التصريحات الاستفزازية للمسؤولين ووسائل الإعلام الإيرانية تجاه عدد من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي تعد إخلالاً بقواعد حسن الجوار ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، داعياً طهران إلى وقف هذه التصريحات والحملات الإعلامية التي لا تخدم تحسين العلاقات بين الجانبين وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. واعتمد وزراء الخارجية مشروع قرار يتم بموجبه تكليف الأمين العام اتخاذ الخطوات اللازمة والصيغ المناسبة لإعادة هيكلة الأمانة العامة وتطوير هياكلها للارتقاء بآلياتها وأساليب عملها. وكان الأمين العام للجامعة نبيل العربي وصف الدورة ال136 لمجلس الجامعة بأنها «غير عادية في ظروف عقدها وقضاياها». وأعرب عن أسفه من أن الجامعة تقف في كثير من الأحيان عاجزة عن مواجهة أي أزمة قد تعصف بكيان أي بلد عربي، نتيجة لعدم مواكبتها لما استجد من ظروف وتفضيل البعض معالجة هذه الأزمات داخل أطر دولية بدلاً من معالجتها عربياً على رغم ما يشوب هذه الأطر الدولية من أغراض وأهداف قد تضر بمصالحنا العربية. وحذَّر العربي من ترسيخ ثقافة عدم الالتزام بتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الدول العربية في الكثير من المجالات. وأضاف أن هناك ضرورة للبحث عن طرق من أجل تفعيل وتطوير التعاون العربي، مشيراً إلى أن الظروف التي أنشئت فيها الجامعة العربية تختلف تماماً عن الظروف التي تعمل فيها الآن. وأشار العربي إلى أن الانتقادات الموجهة للجامعة العربية كثيراً ما تكون قاسية وتقلل من دون وجه حق من الجهود المبذولة في تطوير دور الجامعة والارتقاء به. وقال إن «لا مناص من التحلي بالجرأة والشجاعة في مواجهة الظروف الحالية ونحن قادرون على ذلك إذا توافرت النيات». وأعلن أنه سيبدأ حواراً مع شخصيات عربية مستقلة من أجل تطوير الجامعة العربية وطريقة أدائها وجعلها تواكب التطورات الدولية وتحقق المشاركة الشعبية في عملها. وأشار إلى أن الجامعة العربية اتخذت مواقف كثيرة إزاء القضايا في المنطقة، وهذا يجعلنا نعيد تقويم المواقف والأحداث لبلورة رؤيتنا الجديدة. وعرض العربي تقريراً حول الرؤية المستقبلية لما يمر به العالم العربي والمشاكل والتحديات التي يواجهها ودور الجامعة المستقبلي والإنجازات التي حققتها خلال الفترة الماضية. كما استعرض منجزات الجامعة، ونوّه ب «الجهود الضخمة للجامعة العربية وأعضائها وموظفيها لتطوير الأداء داخلها»، مشيراً إلى أن «الجامعة بذلت جهوداً لوضع أسس تصلح لحماية الدول العربية كافة من أي اعتداء يهدد سلامتها واستقرارها».