لست أنا الحائرة بل «الصندوق البنفسجي» الذي احترنا فيه، واحتار دليلنا، أين نجده؟ فتارةً يدفع الجيران 50 ريالاً لعمال النظافة؛ حتى ينقلوه من أمام بيته ويضعوه عند باب فيلا أخرى. وما إن يرى صاحب الفيلا الأخرى الصندوق إياه حتى يدفع هو الآخر المبلغ ذاته حتى يتم نقله، وهكذا نظل يومياً نبحث عن الصندوق السحري - أقصد البنفسجي - لتلقى فيه القمامة في ظل سفر السائق في إجازته السنوية. اعذروني؛ فهذا غصب عني، وسأعود لأقارن؛ فقبل أكثر من 20 سنة إبان ابتعاث زوجي العزيز كان في كل منزل آلة ضغط تضغط العلب والكراتين بحيث يصبح حجمها صغيراً جداً، وتحدد ساعة لكل حي يجب أن يقوم السكان بوضع أكياس القمامة فيها أمام المنزل، وفي بقعة محددة أيضاً، وليس بشكل عشوائي، ومَن ينسَ أو يتأخر ف«لا مجال لكلمة معليش راحت عليه نومة»، وعلى صاحب الكيس حمل قمامته إلى مكان محدد لإلقائها؛ إذ يُمنع إلقاؤها في الشوارع، والمخالفة تلتقط سريعاً عن طريق الكاميرات التي ما زال مجتمعنا يضربها محاولاً تكسيرها بل يضرب الموظف الذي يعمل عليها في محاولة لإعادة فرض العشوائية البغيضة. أترك «ساهر» في حاله مع المجتمع الذي يرفضه، وأعود إلى القمامة أو صندوق القمامة الحائرة أيضاً؛ ففي كل منزل حوض فيه طاحن للخضراوات وللطعام غير الصلب، فلماذا لم نستوردها؛ لأنها آلة لا تكلفنا الكثير، ومعمول بها منذ أكثر من 20 سنة؟ ولماذا لا يلزم بها أصحاب العمارات والفلل بوصفها محاولة لتقليل مخلفات المنازل؟ أغرب ما في الموضوع أن بعض الجيران ما زالوا يلقون بأكياس قمامتهم في نفس موقع الصندوق (غير المتوافر)، والمتنقل الحائر في أمره، والذي أصبح «يتفسح» يومياً من موقع إلى آخر، بحسب مزاج الجيران، وكل ما سبق مقابل 50 ريالاً يضعها في جيب العامل الذي لا ألومه، والذي لم يتسلم راتبه منذ خمسة أشهر! أما أغرب خبر قرأته فهو القبض على منتحل شخصية عميد كلية أرسل رسائل إلى مجموعة كبيرة من الفتيات لإرسال السيرة الذاتية الكاملة بالاسم ورقم الهاتف والbb ومكان السكن؛ ليقوم بابتزازهن. سؤالي هو: «هل هناك عميد كلية يرسل رسائل يا بنات؟». لقد ذكرني ما سبق بجملة من مسرحية «الزعيم» عندما طُلب من عادل إمام انتحال شخصية الزعيم للشبه الكبير بينهما، وعندما سأل: لماذا أقوم بذلك؟ أخبروه بأنه مات؛ فأجابهم على الفور: «هو في ريس بيموت يا باشا؟»، وقياساً على ذلك أتساءل: «هو في عميد جامعة بيرسل رسايل يا بنات يا واعيات؟ هم بيردون على التليفونات علشان يرسلون رسائل، وعلى الbb كمان؟!». [email protected]