وافقت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أخيراً على نقل نفايات مكونة من «معادن مستصلحة»، والتي تدخل ضمن النفايات الخطرة، عبَر الحدود السعودية. وعلمت «الحياة» أن الرئاسة وجهت خطاباً (تحتفظ «الحياة» بنسخة منه) إلى الجهات المعنية للسماح بمرور باخرة محملة بتلك النفايات القادمة من الهند في طريقها إلى ألمانيا مروراً بالحدود السعودية والمصرية، على شحنات عدة تستمر حتى منتصف عام 2012، بكمية تصل إلى 1500 طن. وجاء في الخطاب «نحيطكم علماً أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ليس لديها مانع في عبور السفينة المذكورة وفقاً لاتفاقية بازل من دون السماح بنقلها من سفينة لأخرى». وفي المقابل، استهجن الخبير البيئي الدكتور علي عشقي ما جاء في خطاب الرئاسة الذي وصفه ب«المخجل»، والذي «جعلت منه مبهماً ومضللاً على رغم أنه يمس البيئة والإنسان في المملكة». وقال: «إن المعادن المستصلحة لا تعد إطلاقاً نفايات خطرة كونها معادن تمت إعادة تدويرها مرة أخرى ومن ثم استخدامها بشكل طبيعي»، مضيفاً أن نوع النفايات الذي ذكرته «الأرصاد» غير دقيق كما أن المصطلح ليس علمياً. وزاد الدكتور عشقي محللاًً مضمون الخطاب: «لا يمكن أبداً أن تكون هناك نفايات تصدر من الهند وتنقل للتخلص منها في ألمانيا. إن هذه المواد هي مواد صناعية خطرة، وربما تكون مواد نووية أو يورانيوماً مخصباً أو غير مخصب، وقد تكون مواد مصنعة من مواد الهيدروكربون الكيماوية»، إلا أن «الأكيد أنها ليست مكونات معادن مستصلحة». وأشار إلى أنه في حال كانت تلك النفايات نووية فإن هذه كارثة كبيرة بكل المقاييس، وقال: «لو افترضنا أن التقرير كتب فيه أن النفايات صادرة من ألمانيا باتجاه الهند لأمكن حينها قبول فرضية أن تكون تلك النفايات الخطرة ذاهبة من أجل أن تدفن أو يتم التخلص منها في الهند». وأضاف: «كل شيء مبهم والمعلومات هنا منقوصة ونحن مواطنون ومن حقنا معرفة ما الذي يحدث وحقيقة ونوعية تلك النفايات»، مشدداً على أنه في حال حدوث تسرب من تلك النفايات التي تنقل عبر الحدود السعودية فإن ذلك سيحدث تلوثاً للجو والبحر وتغيراً في الصفات الوراثية للبشر، إضافة إلى انتشار السرطان وأمراض خطرة تماماً مثل كارثة تشرنوبيل. وبين أن التخلص من النفايات النووية هو التحدي الذي يواجه العالم اليوم وعلى رأسها أميركا وروسيا، وكذلك إسرائيل تعاني من مفاعل «ديمونة» لأنه من المعروف أن أي مفاعل نووي لابد من أن يخرج نفايات نووية، ذلك لأن فترة نصف العمر لليورانيوم التي لا تقل عن 200 مليون سنة للتخلص منها بالطرق البيئية السليمة تعد أمراً مستحيلاً. وتوقع عشقي أنه من الممكن أن تكون الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة نفسها لا تعرف حقيقة تلك النفايات الخطرة المنقولة عبر الحدود السعودية.