دعت غالبية الأوروبيين قادة الاتحاد الاوروبي إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في وقت رُفع أمس علم فلسطيني عملاق أمام مقر الاتحاد يدعو الى الاعتراف بفلسطين. في هذه الاثناء، أعلنت موسكو انها ستدعم طلب انضمام فلسطين الى الأممالمتحدة. ونقلت وكالة الانباء «انترفاكس» عن السفير الروسي لدى الاممالمتحدة فيتالي تشوركين قوله: «سنصوّت بالتأكيد مع أي اقتراح للفلسطينيين، لكن لا بد لي من القول اننا لن ندفعهم (للتحرك) في هذا الاتجاه. بل نقول: اننا ندعمكم في اي قرار تتخذونه، انه خياركم الاستراتيجي السياسي والديبلوماسي ... ان رغبتم في الدخول الى الأممالمتحدة». استطلاع في غضون ذلك، أفادت نتائج استطلاع نظمته المنظمة العالمية «آفاز» ان 86 في المئة من الألمان يؤيدون قيام دولة فلسطينية، وان 71 في المئة منهم يطالبون الحكومة الألمانية بالضغط في اتجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة. واضافت ان 82 في المئة من الفرنسيين يؤيدون قيام الدولة الفلسطينية، وان 59 في المئة منهم يطالبون حكومة بلادهم بالضغط من أجل الاعتراف بها في الأممالمتحدة. وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي نفذته «يوغوف» و«ايفوب» أن 71 في المئة من البريطانيين يؤيدون إقامة الدولة الفلسطينية، بينما يطالب 69 في المئة منهم حكومة بلادهم بالتحرك والضغط في اتجاه الاعتراف بهذه الدولة خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبينما تدعو غالبية الرأي العام الأوروبي الاتحاد إلى الاعتراف بدولة فلسطين، فإن مواقف الدول الأعضاء لا تزال متباعدة، اذ يساند نحو 8 دول عضوية فلسطين فيما تعترض عليها بشدة مجموعة قليلة تضم هولندا وايطاليا وجمهورية التشيك والمجر. ولا تزال مواقف البقية غامضة تنتظر مشروع القرار الذي سيقدمه الجانب العربي وردود فعل الولاياتالمتحدة التي اعلنت انها ستصوّت ضده إذا عرض على مجلس الأمن. وتزامنت حملة «آفاز» مع انطلاق مشاورات الدول العربية في القاهرة في شأن نص مشروع القرار الذي سيعرض على الجمعية العامة للأمم المتحدة. وسيؤثر مشروع النص في النقاشات التي سيجريها النواب الأوروبيون ظهر غد في ستراسبورغ في شأن تداعيات الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأكد مصدر مطلع ل «الحياة» أن زعماء المجموعة الاشتراكية في البرلمان الاوروبي سيدعون الاتحاد الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية. علم عملاق ورفعت «آفاز» أمس علماً فلسطينياً عملاقاً في ساحة «روبيرت شومان» الواقعة بين المجلس الوزاري والمفوضية الأوروبية، كتب عليه الرقم 913117، وهو عدد الأوروبيين الذي وقعوا على العريضة التي رفعت إلى مكتب وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون، ويدعون فيها إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقال المدير التنفيذي في «آفاز» ريكن باتل: «عبرت الغالبية الساحقة من الرأي العام في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، عن رغبتها في اقامة الدولة الفلسطينية، ونهج مسار جديد لإقامة السلام في الشرق الأوسط، وهذا يضع زعماء هذه الدول أمام خيارين: إما الوقوف مع رغبة شعوبهم وشعوب 126 دولة اخرى تدعم اقامة دولة فلسطينية واقامة مسار جديد للسلام، أو الوقوف الى جانب حكومة الولاياتالمتحدة التي تستمر في الدفع بالوضع الراهن في الشرق الأوسط نحو مزيد من التأزم». وأضاف: «ان زعماء الاتحاد الأوروبي لعبوا دوراً حاسماً في دعم حركات الربيع العربي التي طالبت بالديموقراطية والحرية من ليبيا الى مصر، والآن يجب على أوروبا أن تقوم بفعل الشيء نفسه للشعب الفلسطيني، والوقوف الى الجانب الصحيح من التاريخ».