نيويورك، كانبيرا، واشنطن، ستوكهولم - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - أحيا الأميركيون أمس، ذكرى اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في نيويوركوواشنطن والتي أسفرت عن سقوط حوالى ثلاثة آلاف قتيل بهجمات بطائرات مخطوفة. وشارك في مراسم إحياء الذكرى الرئيس باراك أوباما وسلفه جورج بوش، وسط تدابير أمنية مشددة تحسباً لهجوم جديد. وبدأت المراسم في نيويورك بمسيرة لعازفي القرب والنشيد الوطني. وقال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ أثناء افتتاحه المراسم عند موقع مركز التجارة العالمي السابق الذي دمر في الهجمات، إن «هذه فرصة للتأمل والذكرى». وقف المشاركون دقيقة صمت تزامناً مع اللحظة التي صدمت فيها أول طائرة مخطوفة برج مركز التجارة. كما التزم المشاركون في المراسم الصمت تزامناً مع لحظة صدم طائرة ثانية مبنى وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، وتحطم طائرة مخطوفة في بنسلفانيا، قبل وصولها إلى هدفها. وانضم أوباما وبوش إلى أسر الضحايا في الاستماع إلى تلاوة أسماء من قتلوا في الهجمات فيما دقت الأجراس في أنحاء نيويورك. وقبل زيارته المواقع الثلاثة للهجمات، قال أوباما في كلمة بثتها وسائل الإعلام: «بفضل الجهود المتواصلة لأفراد جيشنا واستخباراتنا ومسؤولي إنفاذ القانون والأمن الداخلي، يجب ألا يكون هناك شك في أن أميركا اليوم أقوى وأن تنظيم القاعدة في طريقه للهزيمة». وتوجه بوش الذي توارى عن الأنظار إلى حد كبير منذ تركه منصبه إلى شانكسفيل وقال لحشد في الموقع: «ذكرى هذا الصباح لا تزال ماثلة وكذلك الألم». ودشن محافظ نيو جيرزي كريس كريستي نصباً تذكارياً ل 746 من سكان ولايته قتلوا في الهجمات ويحمل اسم «السماء الخاوية» في حديقة تمثال الحرية على الجانب الآخر من نهر هدسون قبالة مركز التجارة العالمي، وحمل النصب أسماء الضحايا محفورة على جدارين بمقاييس البرجين نفسها. وقال كريستي عن الضحايا: «كان لحياتهم معنى. لذا، شيّدنا هذا النصب ولهذا السبب جئنا هنا». كما افتتحت في نيويورك للمناسبة حديقة شاسعة مزروعة بأشجار السنديان يتوسطها حوضان كبيران حفرا مكان البرجين نقشت عليهما أسماء الضحايا بأحرف من البرونز. وللمناسبة تم إحياء ذكرى رجال الإطفاء ال343 الذين قتلوا في 11 أيلول، في كاتدرائية سانت باتريك. وفي نيوزيلندا لزم مشاهدو مبارة إرلندا والولاياتالمتحدة في كأس العام للركبي واللاعبون أيضاً دقيقة صمت في ستاد تاراناكي في نيو بلايموث (شمال غرب). وأشاد السفير الأميركي لدى نيوزيلندا ديفيد هوبنر خصوصاً بلاعبي الركبي مارك بينغهام وجيريمي كليك اللذين شاركا في السيطرة على رحلة «يونايتد» الرقم 93 التي حولت عن هدفها وهو مبنى الكابيتول في واشنطن وسقطت في بنسيلفانيا. جوبيه وفي أستراليا، حذّر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه من أن «الحرب على الإرهاب لم تنتهِ بعد» وأن «التهديد لا يزال محدقاً ببلادنا» وهو يضع إكليلاً من الزهور على نصب قتلى الحرب في كانبيرا. وأضاف «أن التعاون بين أجهزة استخباراتنا (حيوي) لمواصلة هذه المعركة ضد هذا الشكل من العنف الوحشي المرفوض تماماً». ورأى وزير الخارجية الأسترالي كيفين راد أن هذه الذكرى العاشرة تذكر بأن كارثة مثل تلك التي وقعت في 11 أيلول «كان يمكن بسهولة أن تحدث في باريس أو في سيدني»، مضيفاً «وذلك يمكن أن يحدث الآن، ما يوضح بأن ثمن الحرية هو أن نبقى دائماً متيقظين». وقال وزير الدفاع الأسترالي ستيفن سميث إن قوات التحالف حققت تقدماً في أفغانستان و «قلصت قدرات القاعدة»، لكنه حذر في الوقت نفسه من مغبة أي انسحاب متسرع للقوات. وتابع الوزير لتلفزيون «إي بي سي»: «نعم، حققنا بعض النجاح في الآونة الأخيرة. ومقتل بن لادن كان مهماً وحقق نتائج عملية لكن علينا أن نبقى متيقظين ليس فقط في أفغانستان بل بصورة عامة». هيغ في لندن، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن تنظيم «القاعدة» أصبح حالياً ضعيفاً أكثر من أي وقت مضى منذ 11 أيلول، وأن «الربيع العربي» أظهر أن التنظيم «أصبح أقل أهمية بالنسبة للمستقبل». وقال هيغ: «في العقد الذي أعقب اعتداءات 2001 في الولاياتالمتحدة، لم يتوصل الإرهابيون إلا إلى اغتيال أبرياء، غالباً بينهم أولئك الذين يدّعون أنهم يمثلونهم». وزاد أن «تنظيم القاعدة هو اليوم ضعيفاً أكثر من أي وقت مضى في العقد الذي أعقب 11 أيلول، وأن التقدم السياسي الذي تحقق بفضل التظاهرات السلمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أظهر أن التنظيم أصبح أقل أهمية بالنسبة للمستقبل». واعتبر هيغ أن «التعبير عن التطلعات الحقيقية للناس في العالم الإسلامي لم يكن موجوداً في منطقة غراوند زيرو في عام 2011 ولكن في ساحات وشوارع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هذا العام». وقال أيضاً: «في الوقت الذي نتذكر فيه ضحايا 11 أيلول، وفي الوقت الذي نبقى فيه حازمين مع حلفائنا وحذرين تجاه التهديدات المستقبلية، نتطلع إلى المستقبل بثقة في قيمنا وإيمان بالطبيعة الإنسانية». وبالنسبة لضحايا الاعتداءات الإرهابية الذين سقطوا في العقد الأخير ومن بينهم 52 قتيلاً في اعتداءات لندن عام 2005، قال هيغ إن هذه التطورات عزّزت الضرورة للسلام. وأضاف أن «هذه الاعتداءات لم تفعل سوى تعزيز وحدة الأسرة الدولية وتشجيع الذين يسعون إلى التغيير بالطرق السلمية وليس بالعنف الوحشي». اعتقال 4 مشبوهين في السويد في غضون ذلك، اعتقلت الشرطة السويدية في مدينة غوثنبرغ الجنوبية الغربية أربعة أشخاص للاشتباه بتخطيطهم لهجوم إرهابي، كما نقل الإعلام السويدي عن تقارير استخباراتية أمس. ونقلت وكالة «تي تي» للأنباء عن سارة كفارنسترويم الناطقة باسم جهاز الاستخبارات السويدي أن «أربعة أشخاص يشتبه بإعدادهم لهجوم إرهابي» اعتقلوا في وقت متأخر من السبت. وأتى الإعلان عن الاعتقالات بعد أن جرى ليل السبت إخلاء المئات من مبنى رويدا ستين في غوثنبرغ الذي يقام فيه مهرجان بينالي الفنون، وذلك بعد تلقي تحذير من تهديد محتمل. ولم تكشف الشرطة عن تفاصيل حول المعتقلين الأربعة أو ظروف اعتقالهم. إلا أن وكالة الأنباء قالت إنهم اعتقلوا بالقرب من المبنى الذي يقام فيه المهرجان. إرهابيان في ألمانيا في برلين، أكدت مجلة «دير شبيغل» أمس، أن رجلين اعتقلتهما الشرطة الألمانية للاشتباه بقيامهما بالتخطيط لتنفيذ اعتداء كان لديهما على ما يبدو علاقات بمجموعات إرهابية في أفغانستان. والمتهم الأول ألماني من أصل لبناني في الرابعة والعشرين من العمر، وضع في الحبس الاحتياطي وتشير عناصر التحقيق الأولى التي حصلت عليها «دير شبيغل» إلى أنه كان عضواً في مجموعة إسلامية من سكان برلين تدعم «طالبان». كما وضع شريكه وهو من مواليد قطاع غزة ويبلغ الثامنة والعشرين من العمر في الحبس الاحتياطي. وأشارت المجلة إلى أن الاخير تلقى تدريباً في معسكر للإرهابيين في أفغانستان. ويقول المحققون إن الرجلين طلبا خصوصاً كميات كبيرة من المواد الكيماوية التي يمكن استخدامها في صنع متفجرات. لكن المجلة أشارت إلى عدم وجود أدلة مادية على أنه كان لديهما خطة اعتداء ملموسة. ولم ترفع هذه القضية بعد إلى نيابة كارلسروهي الفيديرالية المكلفة قضايا الإرهاب الكبرى. واعتقل الرجلان الخميس قبل أربعة أيام من الذكرى العاشرة لهجمات 11 أيلول. كما تم تفتيش مسجد في برلين.