توالت ردود الفعل من النتيجة والأداء المخيب للآمال لعناصر المنتخب الجزائري أمام بلجيكا في افتتاح مباريات المجموعة الثامنة للمونديال، مستنكرة «الأسلوب الدفاعي» الذي انتهجه المدرب البوسني في مواجهة «الشياطين الحمر». وأهدر المنتخب الجزائري لكرة القدم فرصة تحقيق فوز تاريخي على نظيره البلجيكي، في أولى مباريات المجموعة الثامنة ببطولة كأس العالم 2014، ليتلقى خسارة قاسية بهدفين في مقابل هدف وحيد في ليلة «الحلم العربي» الذي لم يكتمل! وعلى رغم تقدم منتخب الجزائر مبكراً بهدف من ركلة جزاء، من طريق سفيان فيغولي، في الدقيقة ال25، تلقت شباكه هدفين متتاليين في الشوط الثاني، من طريق مروان فيلايني في الدقيقة ال70، ثم من دريس مارتينز قبل 10 دقائق من نهاية اللقاء. لكن مدرب الجزائر البوسني وحيد خاليلوزيتش، يؤكد أن «الفريق لم يكن بعيداً من تحقيق الإنجاز»، قائلاً: «خاب أملي، عانينا في الشوط الثاني وتركنا المبادرة لبلجيكا لشن الهجمات، ولم نستطع حتى التعادل». وأوضح، «تميزنا بالسذاجة لدى تسجيل بلجيكا هدفها الأول، أما بالنسبة إلى الهدف الثاني، فكان هناك خطأ ارتكب على فيغولي إثر عرقلة غير قانونية من لاعب منافس، كان يمكن للحكم أن يطلق صافرته، ومنحنا ركلة حرة لكنه لم يفعل، ولو كنا البرازيل لفعل! هذا الأمر يحصل دائماً مع المنتخبات الصغيرة مثل فريقنا، لكن في النهاية كان الهدفان منطقيين لبلجيكا». بينما أوضح سفيان فيغولي صاحب هدف الجزائر أن اللاعبين قدموا مباراة جميلة أمام بلجيكا على رغم الهزيمة بهدفين في مقابل هدف. وأضاف: «قمنا بما هو أصعب، خسرنا المباراة، ولكن ليس لدينا ما نخجل منه، فنحن فريق يفتقد الخبرة، قدمنا مباراة جميلة اليوم، ويجب الارتكاز على هذه المباراة تحسباً للفترة المقبلة». وخلافاً لما كان يتغنى به خلال الأعوام الثلاثة الماضية، انتهج مدرب الجزائر البوسني وحيد خاليلوزيتش، نهج سلفه رابح سعدان، معتمداً طريقة دفاعية صرفة أعاقت أداء اللاعبين ومنعتهم من تقديم مستواهم. وحمّل نجم منتخب 82 الأخضر بلومي، المدرب البوسني مسؤولية تعثر فريق الخضر في مباراته الأولى، مشيراً إلى أن «التغييرات التي قام بها الأخير خلال الشوط الثاني لم تكن في محلها، وكان عليه إشراك مهاجم إضافي لمساعدة سوداني في القاطرة الأمامية لإحراج الخصم الذي اندفع كلية نحو الهجوم واستطاع قلب الموازين» على حد تعبيره. من جانبه أعرب فضيل مغارية نجم دفاع منتخب 1986، عن «أسفه للخسارة التي مني بها المنتخب أمام بلجيكا، على رغم أنه أدى 75 دقيقة في المستوى، على حد تعبيره، «المدرب البوسني يتحمّل المسؤولية لأنه فشل في إجراء تغييرات تتماشى ونسق المباراة، وخصوصاً بعد انهيار لاعبينا بالمرحلة الثانية»، معتبراً الظهير الأيمن «مصطفى مهدي» الحلقة الأضعف في المنتخب بسبب لعبه العشوائي. بدوره حمّل رفيق صايفي نجم منتخب 2010 المدرب خاليلوزيتش مسؤولية التعثر مؤكداً أن «خاليلوزيتش لم يوفق في تغييراته، ما جعل المنتخب البلجيكي يعود في النتيجة ويقلب الهزيمة انتصاراً» مشيراً إلى أنه «كنت أتوقع إدخال المهاجم إبراهيمي مكان المهاجم محرز، وليس لاعب وسط الدفاع مهدي لحسن كما فعل». ولم تتأخر الصحف الجزائرية، مثل معظم الجماهير والفنيين الجزائريين، في تحميل المدرب البوسني مسؤولية تحوّل «شوارع الجزائر إلى جنائز» بعد مباراة بلجيكا «على رغم أن الحلم كان على مرمى حجر». وبعنوان: «وتتأجل الفرحة» كتبت صحيفة «الشروق» تقول: «أخفق المنتخب الوطني، في أول خروج له في نهائيات كأس العالم بالبرازيل، أمام المنتخب البلجيكي المرشح الأول في المجموعة الثامنة، ولم يتمكن المنتخب الوطني من الحفاظ على تقدمه في الشوط الأول، وانهار في ربع الساعة الأخير من الشوط الثاني» منوهة بالحارس «مبولحي الذي أنقذ الخضر من الكارثة، بينما خيب خاليلوزيتش الجزائريين». وكانت صحيفة «كومبيتسيون»، الناطقة بالفرنسية، أشد قسوة على مدرب المنتخب الجزائري حين كتبت بعنوان: «وحيد كذب علينا». وأضافت: «هزيمة من الصعب تجرعها وخصوصاً في ظل الظروف التي كانت مواتية للمنتخب الوطني، وعلى رغم أن عوامل عدة لعبت لمصلحة الخضر فإن المدرب البوسني أراد شيئاً آخر، وفضل إهداء الفوز إلى الشياطين الحمر». وتابعت: «أخلف وعده الذي قطعه أمام الجزائريين عشية المباراة، إذ أوهم الجزائريين بأن أشباله سيحاربون حتى لو كان في مقابل ذلك الموت فوق أرضية الميدان».