اكد السفير السوري لدى لبنان علي عبدالكريم علي، بعد لقائه وزير الخارجية عدنان منصور أمس، ان بلاده تتوقع من لبنان «غيرة على سورية وعلى العلاقة الاخوية والوقوف الى جانب مصلحته ومصلحة سورية في مجلس الامن»، وأثنى في تصريح اعلامي آخر على المواقف الأخيرة للبطريرك الماروني بشارة الراعي تجاه ما يجري في سورية، واصفاً إياها ب «المواقف المسؤولة والعميقة». وسئل الديبلوماسي السوري في وزارة الخارجية عما اذا كان البحث مع منصور ركز على كيفية تعامل لبنان، كونه رئيساً لمجلس الامن، ازاء مشروعي قرارين امام المجلس يتعلقان بسورية، فأكد ان «الامر مدار تشاور مستمر بين القيادتين وبين الوزيرين. وبالنسبة الى سورية فإن موقفها معلن وصريح برفض التدخل الخارجي وأزمتها الداخلية تعالجها بتشخيص واضح وصريح وبإصلاحات ماضية فيها. وأظن ان الامور في نهاياتها، ويدرك المجتمع الدولي والأشقاء والأصدقاء ان سورية تعالج اوضاعها الداخلية بحكمة وحزم وهناك التفاف شعبي واسع ووحدة وطنية كبيرة ووحدة مؤسسات فاجأت كل المتربصين بسورية». وأعرب عن اعتقاده بأن «الموقف الروسي والصيني والهندي والبرازيلي والجنوب افريقي اضافة الى الموقف اللبناني ومواقف كثيرة من اصدقاء وأشقاء في العالم، تؤكد ان سورية جديرة بمعالجة ازمتها بمساعدة اصدقائها وأشقائها من دون تدخل او دروس لا تحتاج اليها سورية، لأنها تشخص حالتها ووضعها وما تتعرض له بعمق ومسؤولية وشفافية. ولا اظن ان الامر يحتاج اكثر من مباركة ورعاية دولية لهذا الخروج المسؤول والمحسوب في مواجهة هذه الازمة». وقال علي لإذاعة «النور» ان مواقف الراعي «تعبير عن رؤية فكرية ووطنية وسياسية متوازنة ومسؤولة منسجمة مع دور الكنيسة التي يمثلها في مواجهة المؤامرة التي تستهدف المنطقة برمتها، وهي مواقف تعبر ايضاً عن رأي الفاتيكان». وأكد ان «ما يعني سورية ان تنجح الحكومة اللبنانية وتؤدي دوراً يحقق مطالب شعبها»، لافتاً الى «ان علاقة سورية برئيس الحكومة نجيب ميقاتي جيدة كما ان خطوط الاتصالات بين قيادات البلدين موجودة». ورأى السفير السوري ان المؤامرة التي تحاك ضد بلاده «ليست جديدة»، وقال: «سورية معتادة على مواجهة الحصار والنجاح في مواجهته والتغلب عليه. ونحن اقوياء على المستوى الاقتصادي ولدينا اكتفاء ذاتي يكفي لتأمين حاجات المواطنين ولا يمكن العقوبات الاقتصادية ان تؤثر فينا»، مشيراً الى ان السوريين «في الداخل والخارج لا يقبلون ان يكون قرارهم مرتهناً للخارج ما خلا استثناءات قليلة ومعزولة تسعى للاستقواء بالخارج والارتضاء بالتدخل الاجنبي». ورأى «ان المظاهر المسلحة التي حصلت في بعض المدن والمحافظات السورية لا تمثل الشارع السوري». كما رأى «ان انقرة بحاجة الى اعادة قراءة في علاقتها بسورية كما في علاقتها بالداخل التركي لكونها تواجه ازمات داخلية ولا يحق لها ان تعطي دروساً في الوقت الذي يفرض عليها الواقع ان تكون لهجتها هادئة خصوصاً ان سورية لديها ارادتها ورصيدها ولا نريد ان تتوتر العلاقة بين البلدين».