أظهرت تظاهرات «جمعة تصحيح المسار» في مصر أمس ضياع جهود تحسين العلاقة بين المواطن ورجل الشرطة، إذ نالت المؤسسة الأمنية القدر الأكبر من انتقاد المتظاهرين، وحملت الهتافات العدائية التي رددها المتظاهرون قدراً كبيراً من الهجوم على قيادات الشرطة وضباطها بعد أكثر من 7 شهور من ثورة كانت سياسات وزارة الداخلية سبباً رئيساً في اندلاعها وجرت مساء امس محاولة لاقتحام وزارة الداخلية وترددت انباء عن سقوط جرحى تجاوز عددهم ال15. ونظم آلاف المتظاهرين مسيرة إلى مقر وزارة الداخلية ورشقوه بالحجارة وحطموا جزءاً من شعارها وكتبوا شعارات عدائية على بوابتها الرئيسية التي خلت من أي حراسات. وقبل أن يحل الليل كان عدد من المتظاهرين توجهوا إلى السفارة الإسرائيلية في الجيزة ونجحوا في هدم جدار خرساني أقيم الأسبوع الماضي لحمايتها. كما أظهرت تظاهرات أمس ثبات بعض القوى السياسية، خصوصاً الشبابية منها، على موقفها المطالب بتسليم المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة الى مجلس رئاسي أو تحديد جدول زمني لنقل السلطة الى المدنيين. وأستغل الشباب المحاكمات العسكرية للمدنيين لانتقاد سياسات المجلس العسكري، ورددوا شعارات مناوئة له بعدما اكتسب دعماً على خلفية ظهور الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي وكبار مساعديه داخل قفص الاتهام ليحاكموا بتهم قتل المتظاهرين والفساد المالي والإداري. وظهر واضحاً حرص قوات الشرطة العسكرية التابعة للجيش وكذلك الشرطة المدنية التابعة لوزارة الداخلية إلى تجنب أي صدام مع المتظاهرين، إذ اختفت تماماً من الميدان الذي عج بعشرات آلاف المتظاهرين مع انتصاف النهار. كما انسحبت من الشوارع المحيطة به والذي شهد مسيرات عدة، كما توارت قوات تأمين المنشآت الحيوية في محيط الميدان مثل مقر الحكومة والبرلمان بغرفتيه. وحتى حين هوجمت وزارة الداخلية لم يتعرض المهاجمون الى رد فعل أمني. وانعكست الأحداث التي شهدها استاد القاهرة الثلثاء الماضي من اشتباكات بين قوات الشرطة وجماهير النادي الأهلي على فعاليات «جمعة تصحيح المسار» بشكل جلي، إذ انضم آلاف من جمهور فريقي الأهلي والزمالك لكرة القدم «الإلتراس» إلى المتظاهرين، وجذبوا الانتباه بهتافاتهم واستعراضاتهم التي جاءت كلها منددة بسياسات قيادات الشرطة وضباطها. ونظموا مسيرة إلى مقر وزارة الداخلية أطلقوا خلالها الألعاب النارية في الهواء ورددوا هتافات تطالب بإقالة وزير الداخلية منصور العيسوي وتسب الوزير السابق حبيب العادلي. ونالت جماعة «الإخوان المسلمون» خصوصاً والقوى الإسلامية عموما قدراً من الهجوم من بعض المتظاهرين الذين رددوا شعارات للتنديد بسياساتها بسبب قرارها مقاطعة التظاهرات. وعلى رغم ذلك شارك بعض شباب «الإخوان» في التظاهرات، إلى جانب بعض المرشحين المحتملين الى رئاسة الجمهورية، منهم القيادي «الإخواني» السابق الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور أيمن نور. وأكدت القوى السياسية المشاركة في التظاهرات اعتزامها مغادرة الميدان مساء وعدم تحويلها إلى اعتصام.