أعلن أمس في تركيا أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لن يزور غزة قريباً، في وقت أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس أن وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان وكبار موظفي وزارته يعكفون على بلورة «سلسلة خطوات متشددة ضد تركيا» رداً على قرار الأخيرة طرد السفير الإسرائيلي وتعليق العلاقات التجارية العسكرية. وطبقاً للصحيفة، فإن «خطوات» ليبرمان المتوقع إقرارها مساء اليوم، تقررت في أعقاب مداولات تمت أول من أمس في الوزارة وخلُصت إلى استنتاج يفيد أنه لا يمكن لإسرائيل «ضبط النفس أمام نيات أردوغان العمل لمصلحة حماس». ورأى المجتمعون أنه ينبغي على إسرائيل أن تستغل حقيقة أن «وضع تركيا ليس جيداً في الحلبة الدولية» بفعل توتر علاقاتها مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) واليونان وسورية وإيران. ونقلت الصحيفة عن ليبرمان قوله في الاجتماع إن إسرائيل «ستجبي ثمناً من أردوغان يؤكد له أنه ليس مجدياً التحرش بإسرائيل، بل من الأفضل لتركيا أن تتعامل معنا باحترام ونزاهة». وبحسب موظفي الوزارة، فإن تركيا ليست معنية حقاً باعتذار إسرائيل عن اعتدائها الدموي على قافلة السفن التركية إلى قطاع غزة قبل أكثر من عام وقتل تسعة أتراك، إنما تفضل التصعيد لتعزز مكانتها في العالم الإسلامي. وأضافت الصحيفة أن ليبرمان قرر بناء لهذا التوجه الكف عن البحث عن حلول خلاّقة للاعتذار «لأن تركيا سترفضها بل قد تدفعها إلى التشدد في مطالبها بهدف إذلال إسرائيل»، وعليه من الأجدر حشد الجهود في معاقبتها. وتشمل الخطوات التي يتوقع إقرارها دعوة الإسرائيليين من خريجي الجيش، وتحديداً الذين شاركوا في الحرب على غزة أواخر عام 2009 أو شاركوا في عمليات عسكرية أخرى ضد فلسطينيين، إلى تفادي السفر إلى تركيا وحتى عدم استخدام مطاراتها كنقطة عبور إلى دول أخرى، بداعي أن معلومات «أكيدة» وصلت الى الوزارة تفيد أن تركيا تخطط ل «اصطياد» إسرائيليين ذوي ماض عسكري لاعتقالهم وتقديمهم للمحاكمة. إلا أن مسؤولاً رفيع المستوى في الوزارة، صرح لوكالة «فرانس برس» أن «الأمر مجرد أفكار لم تترجم في هذه المرحلة» تظهر «استياء وزير الخارجية» الذي يمارس تحفظاً غير معهود يختلف عن تصريحاته النارية في السابق. الى ذلك، أبلغ الجيش الإسرائيلي فريق «مكابي» تل أبيب لكرة القدم أنه لا يسمح بسفر ستة من لاعبيه الذين يخدمون في الجيش إلى المباراة في بشيكتاش التركية ضمن الدوري الأوروبي الخميس المقبل خشية قيام السلطات التركية باعتقالهم. يذكر في هذا الصدد أن «هيئة مكافحة الإرهاب» في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أصدرت أمس، قبل أسبوعين من الأعياد اليهودية، تحذيرات للإسرائيليين من مغبة السفر إلى عدد من دول العالم ذات «التهديد المحتمل المتواصل» على الإسرائيليين بينها تركيا، «أو على الأقل اتخاذ وسائل حيطة وحذر بالغيْن لدى المكوث فيها» والامتناع عن التجمعات إزاء تواتر الإنذارات بتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية في تركيا. وشملت القائمة كلاً من سيناء المصرية «حيث مستوى التهديد عال جداً»، وتونس ومصر والأردن. وتتطرق «الخطوة» الثانية التي يعتزم ليبرمان اتخاذها، إلى وجوب تعزيز العلاقات بين إسرائيل والجالية الأرمنية في الولاياتالمتحدة في مسعاها الى إقناع الكونغرس بالاعتراف ب «مذبحة الأرمن» على يد الجيش العثماني عام 1915. ويرى ليبرمان أن من شأن هذه المساعدة الإسرائيلية أن تدعم اعترافاً دولياً ب «كارثة الشعب الأرمني». كما تدرس إسرائيل إمكان دعم الأرمن في نزاعهم مع الأتراك على جبال أرارات. وتنص الخطوة الثالثة على تعزيز علاقات إسرائيل مع قادة الأكراد في مطلبهم لاستقلال كردستان، من خلال عقد لقاءات علنية معهم وتدريب عسكري لأفراد الميليشيات الكردية وتزويدهم أسلحة. كما يعتزم ليبرمان شن حملة ديبلوماسية واسعة ضد تركيا عبر قيام السفارات الإسرائيلية في أرجاء العالم برصد كل انتهاكات حقوق الأقليات. في غضون ذلك، أفادت مصادر تركية متطابقة أمس أن لا زيارة مقررة في الوقت الحاضر لأردوغان لغزة ضمن الجولة التي سيقوم بها الأسبوع المقبل الى دول عربية. وصرح مصدر من مكتب رئيس الوزراء: «حتى الآن لا يتضمن برنامجنا زيارة مقررة الى غزة». وقال مصدر آخر من مكتب أردوغان أيضاً «بحسب علمي، لن يتوجه الى غزة». وكان أردوغان قال في مقابلة مع محطة «الجزيرة» التلفزيونية أول من أمس إن «السفن الحربية التركية ستكون مكلّفة بالدرجة الأولى حماية السفن التركية التي تحمل مساعدات إنسانية الى قطاع غزة» الذي يخضع الى حصار إسرائيلي. وأعلن الوزير الإسرائيلي المكلّف الاستخبارات دان ميريدور أمس أن تصريحات اردوغان «خطرة وجدية، لكننا لا نريد أن نزيد من حدة الجدال»، مشدداً على أن «تركيا ستكون هي من سينتهك القانون الدولي» إذا حاولت كسر حصار غزة بالقوة، خصوصاً أن للأمم المتحدة أقرت ب «شرعية» الحصار.