استأنفت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أمس جلساتها في قضية اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري ورفاقه، للاستماع إلى الأدلة المقدمة من الادعاء حول دور المتهم حسن حبيب مرعي في الجريمة. وأوضح رئيس غرفة الدرجة الأولى القاضي ديفيد راي، أن «القرار الاتهامي الجديد يتضمن 4 تهم بحق المتّهمين الخمسة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه». وقال: «يُتّهم مصطفى بدر الدين وسليم عياش جماعياً كمشتركين، ويتهم حسين عنيسي وأسد صبرا كمتدخلين وارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجّرة في 14 شباط عام 2005 ما أدى إلى وفاة الحريري و21 شخصاً آخرين وقتلهم عمداً». وعرض الادعاء «شريحة تظهر نشاطات عياش وشريكيه في المؤامرة ومتدخلين عندما خرج الحريري من البرلمان متجها إلى ساحة النجمة»، متوقعاً أن «تظهر الأدلة أن عياش كان على اتّصال مكثّف بمستخدمي هواتف الشبكة الحمراء على مرأى من البرلمان وساحة النجمة». وأظهر الادعاء في الصورة أنه «عندما كان الحريري في الساحة خارج مبنى البرلمان استخدم المتهم عياش هاتفه الأخضر للمرة الأخيرة للاتصال ببدر الدين وتخلى الرجلان عن الهاتفين الخضراوين بعد هذا الاتصال». وقال إنه «في وقت هذا الاتصال كان عياش قريباً من الموقع الذي فجرت فيه العبوة بعد أقل من ساعة، ولكم أن تستنتجوا أن هناك اعتقاداً معقولاً بأن الشركاء في المؤامرة وعندما خرج الحريري من البرلمان كانوا يعتقدون أنه سيتوجّه مباشرة إلى موكبه المنتظر متجهاً نحو قصر قريطم وسيمر بعد فترة قصيرة أمام فندق السان جورج ولكن بشكل مفاجئ دخل الحريري مقهى place de l'etoile وعندها اضطر شركاء في المؤامرة إلى تعديل الخطة واضطروا لانتظار خروجه من المقهى». وأضاف: «أنه بعد أن توجه الحريري مباشرة إلى السيارة حصل الاتصال من عياش وبدر الدين وكان ذلك قبل دقائق من الانفجار بعد أن استخدم الهاتف الأخضر للمرة الأخيرة واستخدم عياش هاتفه الأحمر خلال الساعة الأخيرة قبل العملية». وتوقّع أن «تكون العوامل قاطعة بما فيه الكفاية للسماح للمحكمة بأن تستنتج أن الشبكة المغلقة المؤلفة من الهواتف الخضراء الثلاثة التي استخدمها المتهمون بدر الدين وعياش ومرعي قد فُصلت من أصل مجموعة أكبر تتألف من 18 هاتفاً بهدف السماح لهؤلاء الرجال باستخدام شبكة سرية شغالة وموجودة سابقاً لكي يتمكنوا من العمل معاً بهدف مشترك». وتابع: «الهواتف لم تعط لهم عرضاً أو عن طريق الصدفة، فالهواتف الخضراء استخدمت لهذا الهدف الوحيد وليس لأي هدف آخر»، لافتاً إلى أن «مستخدمي الهواتف الخضراء الثلاثة انضموا بإرادتهم وعلمهم إلى المؤامرة منذ اللحظة التي قبل كل واحد منهم فيها الهاتف الأخضر وبدأ استخدامه والتزموا منذ البداية بروتوكولات صارمة وترعى استخدام الهواتف». وعرض الادعاء الاتصالات التي قام بها مرعي، ولفت إلى أن «استخدام مرعي الهاتف الأخضر دليل إثبات قوي على عضويته في المؤامرة وعلى مسؤوليته بموجب التهمة الأولى من قرار الاتهام وبتلقي مئات الاتصالات عليه منذ كانون الأول/ ديسمبر 2002». وأعلن أن «المؤامرة تضمنت 5 مراحل»، مذكراً بأن «المسؤوليات التي كانت أعطيت لمرعي وزميليه صبرا وعنيسي تعكس تقسيم العمل بين المشاركين، ونظراً إلى تعقيدها فإنها تطورت على مراحل وكانت كل مرحلة تستند إلى إنجاز المرحلة السابقة»، مشيراً إلى «5 مراحل منفصلة في المؤامرة، لأن سلوك مرعي، وتحديداً دوره كمتدخل، إنما يُفهم ويُنظّم في سياق تطور المشروع الإجمالي». وعرض المراحل ال 5 التي تحدد دور مرعي مع المتهمين صبرا وعنيسي في المؤامرة من 1 تشرين الأول 2004 إلى 14 شباط 2005». وشرح أن «المرحلة الأولى تميّزت باستقالة الحريري»، والمرحلة الثانية « تسلط الضوء على بداية المؤامرة المحددة في التهمة الأولى، وهي في 11 تشرين الثاني، في ما يتعلق بالمتهمين بدر الدين عياش ومرعي». وشدد على أن «المرحلة الثالثة من المؤامرة شهدت الكثير من النشاطات والتحركات، وتحدث عن «المرحلة الرابعة حين تم خطف أبو عدس وإعداد شريط الإعلان عن المسؤولية زوراً وشراء فان الميتسوبيشي كانتر الذي سينقل العبوة من طرابلس، وانحصرت مراقبة الحريري بالشبكتين الحمراء والزرقاء وتوقف استخدام الشبكة الصفراء». ولفت إلى أنه «في المرحلة الخامسة والأخيرة تم تضييق هواتف الشبكتين الزرقاء والحمراء لتقتصر على مجموعة أساسية من المشاركين في المؤامرة».