تحت شعار «ملتقى الطرق: مسرح وسفر ولقاء»، تستضيف الدار البيضاء من 22 إلى 27 الجاري الدورة ال26 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي. ويتضمن برنامج الدورة التي تشارك فيها فرق مسرحية جامعية من المغرب والمكسيك ومصر وفرنسا وليتوانيا ورومانيا وألمانيا وبولندا وساحل العاج وجورجيا، والتي ستقدم عروضها أمام الجمهور ولجنة تحكيم مكونة من مغاربة وأجانب، بينهم الكاتب أحمد بوزوف والباحث قاسم مرغاتة والمسؤولة الثقافية في منطقة هانوفر الألمانية سيليفيا هيس والمخرجة السويدية أوليفيا كوستيا والممثل عبداللطيف نصيب المسناوي. وستنظم ورش فنية عن الرقص الأوروبي في القرن السابع عشر، الارتجال المسرحي، التصميم السيكولوجي، مسرح الشارع، تقنيات الأداء على الخشبة، سفر الجسد، التشخيص أمام الكاميرا، بمشاركة مختصين من بولندا والسويد ورومانيا وألمانيا والمغرب. وسيُكرِّم القائمون على الاحتفالية اسمين بارزين في المسرح المغربي هما الفنانة عائشة ساجد والممثل عبداللطيف هلال، تقديراً لعمل الفنانة ساجد ما يقرب من 49 سنة على خشبة المسرح، قدمت فيها أكثر من 40 عملاً، فضلاً عن انفتاحها على الأعمال المسرحية العالمية. أما عبداللطيف هلال فيعتبر من الرعيل المؤسس للحركة المسرحية المغربية الحديثة ضمن مسرح الهواة عام 1963 برفقة الراحل مصطفى التومي في عدد من المسرحيات. كما دخل هذا الفنان منذ 1967، عالم الاحتراف مع فرقة «المعمورة». ويوضح رئيس المهرجان عبدالقادر كنكاي، أن اختيار المكسيك ضيف شرف لهذه الدورة، يعود إلى أهمية التعاون الذي تحقق بين المهرجان وبين عدد من الجامعات المكسيكية، ولما تمثله الثقافة المكسيكية من «ملتقى طرق» بين شمال أميركا وجنوبها. ويشكل المسرح المكسيكي ظاهرة فنية وثقافية وفكرية في تاريخ المسرح الناطق باللغة الإسبانية في أميركا اللاتينية، خصوصاً المسرح المكسيكي المعاصر الذي يعتمد أسساً معرفية ومنطلقات فنية وجمالية جديدة، بعد استفادته من الموروث الثقافي المكسيكي والإسباني والأوروبي والإنساني عموماً. وأوضح رئيس المهرجان أن شعار هذه الدورة المتمثل في السفر والتنقل مرتبط، على غرار الكائنات والفنون الأخرى، بالمسرح الذي يعد «ملتقى طرق» باعتباره مكاناً لالتقاء فنون مختلفة تتفاعل فيه «لتصنع هويته وشرايينه التي تتناغم فيها الكلمة والحركة والألوان والموسيقى». وأضاف أن المغرب عموماً، والدار البيضاء خصوصاً، «ملتقى طرق» حضارات وثقافات ولغات، مشيراً إلى أن المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء هو «ملتقى طرق» شباب العالم الذين يقصدونه من كل البقاع بتجاربهم وإبداعاتهم. وأكد أن الدورة ال26 للمهرجان ستشكل محطة مهمة للتفكير في تجربة هذه التظاهرة الفنية وما يمكن أن يقدمه المشروع للجامعة المغربية كملتقى تجارب عبر مناطق العالم وأوروبا الشرقية وأميركا اللاتينية وأفريقيا والعالم العربي، مشيراً إلى أن المغرب كان محطة عبور رحلات من قلب أفريقيا إلى أميركا ظلت آثارها حاضرة في الممارسات الثقافية كالرقص والغناء والإيقاعات.