أصبح موسم الأمطار هاجساً يقلق المواطنين في محافظة جدة خصوصاً أثناء العام الدراسي، فغداً أول أيام العام الدراسي الجديد والمخاوف تسري في نفوس أولياء الأمور حول الاستعدادات التي اتخذت من جانب وزارة التربية والتعليم لضمان سلامة الطلاب حال هطول أمطار أو جريان سيول. ويأمل أولياء أمور الطلاب في وضع خططٍ مستقبلية احترازية لتفادي تكرار ما حدث خلال العامين الماضيين من مشكلات لأبنائهم أثناء هطول الأمطار التي أصبحت تمثل «فوبيا» حقيقة للطلاب، خصوصاً وأن التحذيرات لم تكن بالشكل المطلوب، ما أوقعهم في حال من الخوف والهلع على سلامة أبنائهم. وتتجدد المخاوف لدى سكان محافظة جدة والتي تحوي 800 مدرسة من تكرار أمطار العام الماضي، والتي أدت إلى هلع وخوف داخل نفوس أبنائهم، إلا أن القلق في هذا العام بدا أنه أقل من العام الماضي بعد حزمة المشاريع الكبيرة التي أطلقت في المحافظة. ورصدت «الحياة» استعداد المدارس في محافظة جدة لعودة الطلاب والطالبات إلى مدارسهم، حيث ضمّن المسؤولون في إدارة التربية والتعليم استعدادات عودتهم إلى المدارس بالتأكيد على الخطط الاحترازية التي سيتم اتخاذها لموسم الأمطار. وأوضح مصدر في إدارة التربية والتعليم في محافظة جدة ل«الحياة» أن جميع مدارس المحافظة وضعت لها خطط احترازية مسبقاً لضمان سلامة الطلاب، مشيراً إلى أن هذه الخطط تم العمل بها في المواسم الماضية وتتضمن إخلاء المدارس فوراً، وصرف الطلاب عبر توجيه مديري المدارس والمعلمين كافة بضرورة البقاء حتى اكتمال انصراف الطلاب، وإبلاغ أولياء الأمور بالحضور لاصطحاب أبنائهم. ولفت إلى أنه يتم التنسيق مع الرئاسة العامة للأرصاد الجوية لإفادتهم عن كل تقارير الطقس المتوقعة على محافظة جدة خلال العام الدراسي الجديد، مشيراً إلى وجود خطط طوارئ متعددة تم وضعها لحماية الطلاب. وتحدث إلى «الحياة» بعض أولياء أمور الطلاب، حيث أكد أحمد الغامدي على ضرورة أن تكون احتياطات الجهات المعنية متكاملة لموسم الأمطار في جدة، مشيراً إلى أنه لجأ إلى البحث عن مدرسة بعيدة عن مجاري السيول لسلامة أبنائه. وأوضح أنه متفائل بمشاريع تصريف السيول والتي بدأ تنفيذها خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أنه ينبغي على المدارس اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لمنع تكرار المشكلات التي حدثت مع طلاب المدارس العام الماضي. وقال حميد المالكي ومنصور السلمي وساطي عبدالله إنهم على ثقة في المسؤولين عن التعليم وحرصهم على سلامة الطلاب، لكنهم في الوقت نفسه ينبهون على الأخذ بالتدابير الكافية لحفظ سلامة الطلاب من خلال إحاطة الطلاب وأولياء الأمور بالتغيرات الجوية التي ستحدث أثناء العام الدراسي بشكل مستمر. وأوضحوا أن بعض المدارس تسمح لمعلميها بالخروج في حال هطول أمطار وترك الطلاب في فصولهم، مطالبين في الوقت نفسه بضرورة الاهتمام بالطالب نفسياً وعدم إدخال الخوف في نفسه، الأمر الذي يسبب له مشكلات عدة، مشيرين إلى أن بعض الطلاب خلال العام الماضي رفضوا الذهاب لمدارسهم بسبب «الخوف» الذي أصبح يلازمهم جراء الإمطار التي هطلت على جدة. وسبق أن أكد مدير التربية والتعليم في محافظة جدة عبدالله الثقفي أن إدارته منحت صلاحيات لجميع مديري المدارس بأن يسمحوا للطلاب كافة قبيل هطول الأمطار بالانصراف، وحال تطلب الأمر يتم استدعاء الدفاع المدني لتسهيل عملية خروجهم، أما في حال هطول الأمطار، فيتم تصعيد الطلاب إلى أعلى الأسطح حفاظاً على سلامتهم من مخاطر السيول وارتفاع منسوب المياه. من جهةٍ أخرى، تضمن تقرير أصدرته الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة عن الملامح المناخية في المملكة حتى منتصف الشهر الجاري أن درجات الحرارة تأخذ طريقها للخفض التدريجي، وأن المناطق الجنوبية والمرتفعات الجنوبية الغربية والغربية تقع تحت تأثير امتداد الفاصل المداري الذي يتذبذب شمالاً وجنوباً على تلك المناطق خلال هذه الفترة، ما يؤدي إلى هطول أمطار ما بين متوسطة إلى غزيرة. ولم يتضمن التقرير أي معلوماتٍ مناخية على محافظة جدة، إلا أنه أكد أن طبقات الجو العليا ستشهد رياحاً نفاثة، وتحرك السحب من الغرب إلى الشرق على النصف الشمالي للمملكة، في حين تكون حركة السحب من الشرق إلى الغرب على النصف الجنوبي للمملكة.