عاشت جدة أمس يوماً مخيفاً، وعاش معها أبناؤها الطلاب ساعات الصباح الأولى لحظة من الترقب والانتظار خوفاً من تكرار مأساة الأربعاء الأسود، وسجلت معظم مدارس المحافظة بمختلف مراحلها التعليمية الابتدائية والمتوسطة والثانوية غياباً جماعياً خصوصاً مدارس مناطق الشرق والجنوب والوسط وبعضاً من مدارس شمال المحافظة، في ظاهرة عدها بعض التربويين والقيادات التعليمية بأنها طبيعية، خصوصاً بعد القرار التعليمي الأخير الذي منح لمديري المدارس حرية اتخاذ قرار إيقاف اليوم الدراسي وفقاً للموقف وتقديراته. وأكد مصدر تعليمي في محافظة جدة ل «الحياة» أن أغلب مدارس الشرق وبعض مدارس الوسط شهدت غياباً جماعياً، بسبب تخوف أولياء أمور الطلاب من إرسال أبنائهم إلى المدارس نظير سوء الأحوال الجوية التي شهدتها المحافظة أمس الأربعاء، مشيراً إلى أن معظم الاحترازات الكفيلة بالحفاظ على الطلاب اتخذتها معظم المدارس خصوصاً تلك التي تقع في فوهة الحدث. وأوضح المصدر أن تعليم جدة منح الضوء الأخضر لمديري المدارس في اتخاذ مايرونه مناسباً وفقاً للموقف الملائم للحالة، خصوصاً بعد موجة الأمطار والسيول التي تعرضت لها المحافظة أخيراً. لافتاً إلى أن هذا القرار يمنح فرصة مميزة من شأنها عدم تعطيل قرار إيقاف اليوم الدراسي أو إلغائه حفاظاً على صحة وسلامة الطلاب. من جانبه، أكد عضو لجنة المدارس الأهلية في الغرفة التجارية الدكتور حاتم شفي أن جميع المدارس أعدت خطط طوارئ حال هطول الأمطار كإخلاء المدارس، أو صعود الطلاب والطالبات للطوابق العليا، مشيراً إلى أنه يحق لأي مدرسة تشعر بخطر كبير يداهمها بسبب الأمطار إغلاق المدرسة، والتوقف عن الدراسة، حفاظاً على سلامة طلابها ومعلميها. بدوره، قال المدير العام لمدارس روضة المعارف وعضو لجنة المدارس الأهلية في غرفة جدة سامي محيي الدين «إننا نعمل حالياً على عمل برنامج تدريبي للطوارئ خصوصاً للسيول والحرائق، وسننفذ تجارب وهمية في المدارس على مدى الفصل الدراسي الثاني». مشيراً إلى أننا لم نأمر بإغلاق المدارس، والطالب الذي يريد أن يحضر يستطيع الحضور، والطلاب الذين لم يحضروا لانجبر أولياء أمورهم على إحضارهم. وشدد على أهمية عدم السماح للمدارس التي تتخذ إجراءات الطوارئ وهي ليست في حاجة لها، مؤكداً أنه لايجب لأي مدير مدرسة وبمجرد رؤيته بعض السحب أو هطول الأمطار الخفيفة وهو في منطقة غير معرضة أصلاً لحدوث خطر كبير أن يغلق المدرسة خصوصاً كمدارس الشمال أو المناطق التي تعد علمياً تعد فوق مستوى البحر. مشدداً على أهمية عدم تعميم ماحدث على جميع مناطق جدة حتى لا نشوه صورة عروس البحر الأحمر و نشمل الخطر على جدة كلها، ولفت إلى أن الإعلام ينتهج دوراً كبيراً في توضيح حجم الخطر، وما حدث في جدة بالفعل أمر كبير ويعد كارثة ولكنه لايستوجب إغلاق الدوائر الحكومية المهمة مثل المدارس والمستشفيات، مشيراً إلى أهمية توعية المواطن بأن هذه الكارثة لا تعد بالأمر الكبير مقارنةً مع الكوارث التي نسمع عنها في بعض الدول. من جانبها، أكدت معلمة في مدرسة أهلية نورة الطويرقي أن مدرستها اضطرت لإغلاق أبوابها أمس الأربعاء خوفاً من هطول أمطار خلال ساعات اليوم الدراسي واحتجاز الطالبات والمعلمات. وقالت ل«الحياة» «تقع مدرستي بالقرب من الصالة الملكية، وغالباً عندما تهطل الأمطار يتعطل اليوم الدراسي، كون غالبية الطالبات يتغيبن عن المدرسة، بسبب خوف أولياء أمورهن عليهن، وعلى رغم أن هناك خططاً كثيرة للطوارئ داخل المدرسة حال نزول المطر إلا أن أولياء الأمور لايأبهون لذلك ويأتون لأخذ بناتهم دون تأخير.