واشنطن - «نشرة واشنطن» - أفادت شبكة لأنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة في تقرير حديث، أن ظروف المجاعة أخذت تنتشر لتطال عموم مناطق الصومال، مشيرة إلى أن ستة أقاليم في البلاد طالتها المجاعة ويوشك 750 ألف شخص على التعرّض لخطر «مجاعة وشيكة». وأصدرت الشبكة آخر النتائج التي توصلت إليها حول نطاق المصاعب التي يواجهها سكان شرق أفريقيا. وتوقعت احتمال حدوث مجاعة قبل أكثر من سنة، مستندة إلى دراسة دقيقة حول هطول الأمطار وغلال المحاصيل وظروف تنمية المزروعات. وتعمل هذه المجموعة، التي تمولها «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية»، مع «وحدة الأمن الغذائي وتحليل التغذية» التابعة للأمم المتحدة، لرصد ظروف 30 بلداً معرّضاً للمجاعة وتنبيه الأسرة الدولية بخصوص التطورات المحتملة لأوضاع الأزمات الإنسانية. وأدرج تقرير الشبكة منطقة باي الصومالية على قائمة المناطق التي كانت معرضة لخطر المجاعة في السابق، بما في ذلك مقاطعات شبيلي الوسطى والسفلي وممر أفغوي، والأشخاص المشرّدين الذين نزحوا إلى موقاديشو سعياً للمساعدة، بسبب عدم كفاية الإمدادات في قراهم المحلية. وأوضح التقرير أن نحو أربعة ملايين شخص في الصومال يواجهون أزمة، في ما يتعرض 750 ألف إنسان لخطر الموت جوعاً في الشهور الأربعة المقبلة في غياب استجابة أو نجدة كافية. وقدّر عدد الناس الذين يجابهون خطر المجاعة بنحو 3.7 مليون شخص في تموز (يوليو) الماضي. وهلك عشرات الآلاف حتى هذا التاريخ، ويحتاج 3.3 مليون إنسان للمساعدات التي من شأنها أن تنقذ حياتهم. وتوقعت الشبكة أن تنتشر ظروف المجاعة في جميع مناطق جنوب الصومال خلال الشهور المقبلة. وفي حين أن سوء التغذية واحتمال وقوع مجاعة هما الأخطر في الصومال، فإن كينيا وإثيوبيا وجيبوتي تجابه نقصاً خطيراً في الغذاء. ويقدّر أن 12 مليون فرد هم بحاجة لمعونة في الدول الأربع المذكورة. ويذكر أن الولاياتالمتحدة هي أكبر دولة مانحة بمفردها للمساعدات، إذ بلغت المعونات التي تعهدت بتقديمها 600 مليون دولار مع المساهمة الجديدة بقيمة 23 مليون دولار. ويجري في الغالب تحويل هذه المساعدات إلى الأممالمتحدة ومنظمات إنسانية توفر خدمات الإغاثة مباشرة. وأفاد بيان حقائق ل «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» بأن آخر دفعة مساعدات «ستساعد في علاج الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الشديد، وفي تحسين الوصول إلى مياه الشفة ومرافق الصرف الصحّي وتوسيع رصد الوضع الصحّي وجهود مَنع المرض، كما أن قسماً من هذه الأموال المتعهد بها تذهب مباشرة إلى السكان حينما يتم استخدامها في المساعدة في جهود الإغاثة، وهو أمر من شأنه أن يتيح تدفق الأموال إلى مجتمعاتهم. وأدى أسوأ جفاف تشهده المنطقة خلال 20 سنة، وما تبعه من شّح الغلال، إلى مصاعب أثرت في حياة قرابة 12.5 مليون شخص في شرق أفريقيا. وقدر الرسم البياني للشبكة غلال الحبوب في المنطقة هذه السنة بنحو 55 ألف طن، مقارنة ب 325 ألف طن العام الماضي. ويذكر أن كثيرين من سكان هذه المنطقة الواقعة في القرن الإفريقي هم من الرعاة، إذ يعملون في تربية المواشي التي تتكون غالبيتها من قطعان الماعز والخراف كمصدر دخل وغذاء، لكن ظروف الجفاف أدت إلى زوال المراعي ما دفع إلى انتقال الرعاة مسافات أطول من المعتاد لرعاية مواشيهم في مناطق قاحلة لا يتوافر فيها إلا القليل من الزرع. وتقدر «منظمة الأغذية والزراعة» للأمم المتحدة، أن المواشي ستَنفَق بمعدل يصل حتى 60 في المئة، فيما ستتناقص أعداد الخراف ب 40 في المئة والماعز 30 في المئة، على رغم أنه لم يجر احتساب رسمي لهذه الخسائر. وأفاد تقرير ل «مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية» في الأممالمتحدة، بأن خسائر من هذا الحجم سيكون لها أثر بعيد المدى على مستوى الاقتصاد المحلي وعلى أرزاق الأسر.