اختتم وفد من منظمة التعاون الإسلامي زيارته الصومال بالإعلان عن إبرام اتفاقات إستراتيجية وصحية لإغاثة الشعب الصومالي الذي يواجه أزمة إنسانية. وأشار رئيس الوفد الأمين العام المساعد للتعاون الدولي والشؤون الإنسانية في المنظمة، السفير عطاء المنان بخيت، في بيان أمس إلى توقيع اتفاق مع وزارة الصحة الصومالية لإعادة تأهيل مستشفى «بنادر»، الأكبر في البلد الأفريقي. وأوضح أن من المقرّر تنفيذ المشروع، البالغة كلفته عشرة ملايين دولار، بالتعاون مع «مؤسسة أطباء عبر القارات»، التي تتخذ من السعودية مقراً لها، وعدد آخر من الشركاء العاملين مع المنظمة في الصومال، المتخصصين في الجانب الصحي. ووقّع الوفد اتفاقاً لتطوير «هيئة إدارة الكوارث الصومالية» لتصبح مرجعية في هذا المجال، وأكدت المنظمة أن الوفد اجتمع مع أعضاء «تحالف منظمة التعاون الإسلامي لإغاثة الصومال» المكوّن من 23 منظمة إنسانية دولية تعمل في مجالات كثيرة، واتفقوا على إعداد خطة لتوجيه العمل الإنساني نحو جنوب البلاد تهدف إلى إيقاف الهجرة ونزوح المواطنين إلى العاصمة مقديشو. وأبدت المنظمات المشاركة في الاجتماع ارتياحها لإدارة مكتب التنسيق الإنساني، التابع لمنظمة التعاون الإسلامي في مقديشو، للتحالف والعمل الإنساني، فيما قوّم المجتمعون الشهر الأول من عمل التحالف، وتبيّن أن الوضع في مقديشو أصبح تحت السيطرة على رغم استمرار نزوح المواطنين من الجنوب. وفي وقت يبحث فيه أعضاء التحالف في تنفيذ برامج الإنعاش والاعمار في الصومال، طالبت المنظمات الدولية بتأمين مزيد من الإمكانات المالية لمواجهة الكارثة الإنسانية التي لا تزال مستمرة. والتقى وفد المنظمة رئيس جمهورية الصومال الشيخ شريف أحمد الذي أبدى ارتياحه للجهود التي تقوم بها المنظمة وحلفاؤها، مشيراً إلى أن الجميع يدركون أن «التعاون الإسلامي» تقود العمل الإنساني في بلاده بكفاءة عالية. وطالب باستعدادات لمساعدة النازحين في العودة إلى مناطقهم قبل بداية موسم الأمطار منتصف تشرين الأول (أكتوبر). وكانت شبكة لأنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة أفادت في تقرير حديث، بأن ظروف المجاعة أخذت تنتشر لتطاول عموم مناطق الصومال، مشيرة إلى أن ستة أقاليم في البلاد طاولتها المجاعة ويوشك 750 ألف شخص على التعرّض لخطر «مجاعة وشيكة». وأصدرت الشبكة آخر النتائج التي توصلت إليها حول نطاق المصاعب التي يواجهها سكان شرق أفريقيا. وتوقعت احتمال حدوث مجاعة قبل أكثر من سنة، مستندة إلى دراسة دقيقة حول هطول الأمطار وغلال المحاصيل وظروف تنمية المزروعات. وتعمل هذه المجموعة، التي تمولها «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية»، مع «وحدة الأمن الغذائي وتحليل التغذية» التابعة للأمم المتحدة، لرصد ظروف 30 بلداً معرّضاً للمجاعة وتنبيه الأسرة الدولية بخصوص التطورات المحتملة لأوضاع الأزمات الإنسانية.