لم يتسبب الصراع في العراق في صعود سوق النفط الخام في الشرق الأوسط حتى الآن بل تراجعت العلاوات السعرية وذلك بفعل ضعف الطلب في آسيا ووفرة الإمدادات من أوروبا وأميركا اللاتينية. وتبيع منطقة الشرق الأوسط معظم نفطها إلى آسيا. وتم بيع خامات من أبوظبي وسلطنة عمان وقطر والبحرين للتحميل في آب (أغسطس) بهوامش أقل من الشهر السابق برغم هجوم سريع لمتشددين إسلاميين في شمال العراق والذي دفع العقود الآجلة لخام برنت للصعود أربعة في المئة الأسبوع الماضي. ويصدر العراق الجزء الأكبر من نفطه من البصرة في الجنوب حيث لم تتأثر تدفقات الخام حتى الآن لكن هناك مخاوف من أن يتسبب غياب الاستقرار في ألا يحقق العراق مستويات إنتاجه المستهدفة. وقال متعامل في شركة نفطية كبيرة: "لا يضع الناس في اعتبارهم فقد النفط العراقي في الأمد القصير". لكنه أضاف أن الأسعار قد تتأثر على الأمد البعيد إذا استمرت حالة عدم الاستقرار. وفي سوق نفط الشرق الأوسط هبطت العلاوات السعرية الفورية لخام الشاهين وهو بديل مناسب لخام البصرة العراقي الخفيف بنحو 40 سنتا للبرميل عن الشهر السابق. وانخفضت أيضاً العلاوة السعرية لخام عمان الذي يحتوى على نسبة متوسطة من الكبريت إلى أقل بقليل من دولار متراجعة من نحو 1.60 دولار في الفترة نفسها من الشهر الماضي. وتراجعت أيضاً العلاوات على الخامات التي تحتوي على نسبة قليلة من الكبريت مثل خام مربان حيث يعني تضاؤل الأرباح من تحويل الخام إلى منتجات نفطية أن تظل بعض المصافي الآسيوية تعمل بمعدلات تشغيل منخفضة وهو ما يقلص الطلب على الخام. ومن المنتظر أيضاً أن تتلقى آسيا مزيداً من الخام من أوروبا وأفريقيا وأميركا اللاتينية حيث دفعت زيادة الإنتاج وانخفاض الطلب في تلك المناطق فوائض الإمدادات صوب الشرق. وقال تجار إن صادرات الخام من بحر الشمال ستستأنف اعتباراً من أواخر حزيران (يونيو) حيث باعت فيتول وترافيجورا أربعة ملايين برميل من خام فورتيس إلى مشترين في آسيا حتى الآن. وتتجه أيضا العروض من خامات أميركا اللاتينية التي حل محلها الإنتاج المتزايد من النفط الصخري في الولاياتالمتحدة صوب آسيا. وتلك الخامات التي تشتريها عادة الصين والهند يمكن أن تكون بديلا لنفط الشرق الأوسط. وعلى الأمد المتوسط إلى البعيد فإن مستوردي النفط العراقي وبصفة خاصة الصين والهند ربما يضطرون لإعادة النظر في استراتيجيتهم الشرائية إذا أدى الصراع في العراق إلى تقليص نمو إنتاجه النفطي. وحذرت وكالة الطاقة الدولية من أن النمو المستهدف في إنتاج العراق النفطي يبدو معرضا لمخاطر. وتسحب بعض شركات النفط هناك عاملين أجانب وهو ما يذكي مخاوف من أن يتراجع الإنتاج في الأشهر المقبلة. ومن المتوقع أن تدخل السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم إلى السوق بمزيد من الإمدادات نظراً لأن لديها طاقة إنتاجية فائضة وأن يزيد منتجون خليجيون آخرون مثل الكويتوأبوظبي انتاجهم أيضاً.