واشنطن، كابول - أ ف ب - افادت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس، بأن زعيم حركة «طالبان» الافغانية الملا محمد عمر يستعيد السيطرة على مقاتليه، وبات يصدر اوامر بشن هجمات ويعين قادته على الارض. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين ومتمردين في افغانستان ان «طالبان» عدلت استراتيجية عملياتها التي اشرف عليها حتى فترة قريبة قادة محليون تولوا التخطيط لشن هجمات على قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة في البلاد. وكشف مجلس شورى في مدينة كويتا التي تقع جنوبباكستان ان الملا عمر امر بنفسه بشن 10 عمليات انتحارية اوقعت 12 قتيلاً على الاقل في خوست شرق افغانستان، «ما ينذر بدخول البلاد فترة من اعمال العنف الدامية». وكشفت الصحيفة ان احد اهداف الملا عمر كان الشقيق الاصغر للرئيس الافغاني حميد كارزاي، والذي نجا من هجوم نفذ شرق البلاد في 18 ايار (مايو) الماضي. واشارت الى ان احد مساعدي الملا عمر امر باغتيال رجل الدين المعتدل قار سيد احمد في نيسان (ابريل) الماضي. ميدانياً، قتل ثلاثة جنود افغان وسبعة مدنيين في اعمال عنف بينها هجومان انتحاريان جنوب البلاد وشرقها. وقتل خمسة مدنيين وجرح اكثر من ثلاثين بينهم فتيان تُراوح اعمارهم بين 13 و17 سنة في تفجير نفذه انتحاري استقل دراجة نارية امام مبنى لادارة الطاقة في خوست المحاذية للحدود مع باكستان. وفي منطقة زاري بولاية قندهار (جنوب)، صدم انتحاري دراجة نارية مفخخة بدورية للجيش، ما ادى الى مقتل ثلاثة جنود وجرح اربعة. وتبنى الناطق باسم «طالبان» يوسف احمدي الاعتداء وفي جلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار (شرق)، انفجر مستودع احتوى ذخائر قديمة داخل قاعدة تابعة للجيش الافغاني، ما ادّى الى مقتل طفل في السادسة من العمر وجرح 21 شخصاً بينهم جنديان افغانيان توليا حراسة المستودع. ولم تعرف اسباب الانفجار، وشهدت الولاية ذاتها جرح مرشح لانتخابات مجالس الولايات التي ستنظم بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية في 20 آب (اغسطس) المقبل ومقتل سائقه برصاصات اطلقها رجال الشرطة حين لم تلتزم السيارة بأوامر التوقف. ويقول قادة اميركيون إن هجمات المتشددين بلغت اعلى مستوياتها منذ اطاحة نظام «طالبان»، ويرجحون ارتفاع وتيرة العنف في الشهور المقبلة حين تنشر قوات إضافية قبل الانتخابات الرئاسية. الغارات الأميركية على صعيد آخر، أعلن الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال قائد القوات الاميركية والحلف الاطلسي في افغانستان انه يريد تقليص الغارات الجوية في البلاد الى حد كبير بهدف خفض اخطار سقوط قتلى مدنيين. وابلغ صحيفة «نيويورك تايمز» انه سيجري تقليص حجم الغارات اذا كانت المعارك او حتى المواجهات مع «طالبان» تجري في مناطق سكنية مكتظة في افغانستان. وقال ماكريستال لضباط بارزين في مؤتمر عقد عبر دائرة فيديو مغلقة الاسبوع الماضي ان «القوة الجوية قد تؤدي الى تدميرنا، في حال لم نستخدمها في شكل مسؤول». ورجح الجيش الاميركي الجمعة الماضي ارتكاب اخطاء في حادث وقع غرب افغانستان مطلع ايار (مايو) الماضي، وادّى الى مقتل 26 مدنياً، في حين حددت الحكومة الافغانية عدد القتلى ب 140.