عقد مساعد رئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر قناوي في دمشق أمس لقاء مع كل من رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، والأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان شلح، وأمناء الفصائل الفلسطينية في سورية. وعلمت «الحياة» ان قناوي حمل معه الى قيادة «حماس» عرضاً اسرائيلياً جديداً في شأن صفقة تبادل الاسرى. وعقب اللقاء، قال قيادي رفيع في «حماس» في دمشق ل»الحياة» ان الحوار الفلسطيني سيستأنف في القاهرة مطلع الشهر المقبل، وسيكون ثنائيا ولن يبدأ من الصفر». ونقل عن قناوي انه يريد ان تكون جولة الحوار المقبلة مثمرة، وان تتوج باتفاق مصالحة. من جانبه، قال مسؤول رفيع في حركة «الجهاد الاسلامي» في دمشق ل»الحياة» ان قناوي اكد خلال لقائه مع الحركة ان اجتماعا ثنائيا سيعقد بين «فتح» و»حماس» مطلع الشهر المقبل على مدى يومين، قبل ان يتحول الى لقاء موسع. ونقل عن قناوي دعوته الى تدخل الفصائل للتوفيق بين الحركتين، واهمية استئناف الحوار وضرورة التغلب على المشاكل العالقة وايجاد مخرج لها. كما نقل عنه قوله ان المناخ الدولي لا يقبل الا بالتزام الحكومة المقبلة تعهدات منظمة التحرير، في اشارة الى الاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها ونبذ العنف. في هذا الصدد، قال مسؤول في «حماس» في القاهرة ل «الحياة» إن موقف الحركة من برنامج الحكومة «قرار سياسي داخلي وليس مناورة»، مضيفاً أن أقصى ما يمكن أن تقبل به «حماس» هو برنامج حكومة وحدة وطنية على غرار ما انبثق عن اتفاق مكة. واوضح أن الحركة تتمسك بحقها في تسمية رئيس الحكومة والحقائب السيادية «لكن ليس بالضرورة أن تكون أسماؤهم بارزة فصائلياً... أي يمكن أن يكونوا من الصف الثاني في حماس أو المقربين لها». وكشف المصدر أن قناوي يحمل معه عرضاً إسرائيلياً جديداً في خصوص صفقة تبادل الأسرى، خصوصاً أنه زار الاسبوع الماضي إسرائيل حيث التقى المسؤولين المكلفين ملف الأسرى. واوضح أن المفاوضات غير المباشرة مع الإسرائيليين توقفت، وأن وفد «حماس» المفاوض غادر القاهرة عقب العرض الإسرائيلي الأخير الذي قال انه لا يلبي مطالب الحركة. لكنه اشار الى ان الاتصالات ما زالت مستمرة مع الإسرائيليين من خلال الوساطة المصرية. واوضح: «حتى الآن لم نطلع على العرض الإسرائيلي، لكن نُقل الينا من خلال قنوات مختلفة أن المعروض هو إبعاد 125 اسيرا، أي من ترفض إسرائيل اطلاقهم» من قائمة ال450 التي قدمتها «حماس»، مضيفاً: «عندما نستمع للعرض بشكل رسمي، سنبحث الأمر ثم نرد عليه»، واكد تمسك الحركة بإطلاق ال 450 أسيراً فلسطينياً، إضافة إلى النساء والأطفال والنواب والوزراء، وقال ان «حماس» يمكن أن تبدي مرونة في مسألة ابعاد الأعداد التي ترفض إسرائيل إطلاقها.