بدأت فرنسا تحركاً لإقناع روسيا والصين بالموافقة على فرض عقوبات ضد دمشق في مجلس الأمن، فيما يجهز الاتحاد الأوروبي دفعة سابعة من العقوبات ضد شركات سورية. وأكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس أن زيارته لدمشق اليوم هدفها عرض المبادرة العربية لحل الأزمة السورية على الرئيس بشار الأسد، «بناء على تكليف واضح» من الجامعة. واوضح العربي، في مؤتمر صحافي، إن زيارته الأولى لدمشق في تموز (يوليو) الماضي «كانت للإعراب عن القلق المتزايد في شأن ما يحدث في سورية. أما هذه الزيارة فتأتي بناء على تكليف من مجلس الجامعة العربية لنقل رسالة واضحة إلى النظام السوري حول الموقف تجاه ما يحدث في سورية وضرورة وقف العنف وإجراء إصلاحات فورية... سأذهب بتفويض من مجلس الجامعة لمقابلة الرئيس الأسد ونقل رسالة واضحة إليه». ورداً على سؤال عن المؤشرات على رفض دمشق التجاوب مع المبادرة، قال: «هذا كلام غير صحيح. سورية أعلنت فقط احتجاجها على البيان الذي صدر من مجلس الجامعة العربية الأخير من الناحية الإجرائية وأنه لم يكن هناك تشاور كاف في شأنه، لكنهم قبلوا الزيارة ونقل الرسالة». غير أن الصحف السورية الرسمية كررت أمس التشديد على أن الزيارة «لا ترتبط بأي مبادرة». في موازاة ذلك، بدأ وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه زيارة لموسكو أمس ينتقل بعدها إلى بكين، في محاولة لإقناع مسؤولي البلدين بتأييد مشروع قرار العقوبات الغربي الذي طرح في مجلس الأمن ضد سورية. وقالت مصادر قريبة من السفارة الفرنسية في موسكو ل «الحياة» إن «التركيز الفرنسي متجه في الدرجة الأولى إلى البحث مع الروس في العقوبات على دمشق». ويجري جوبيه اليوم محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، قبل أن يلتقي في وقت لاحق الرئيس ديمتري مدفيديف. وقال الناطق باسم الخارحية الفرنسية برنار فاليرو إن جوبيه سيزور الصين لاحقاً، مشيراً إلى أن «الوزير ليس في حاجة إلى بلورة حجج جديدة لإقناع المسؤولين في كلا البلدين بتعديل موقفهما من الوضع في سورية، لأن الرئيس الأسد هو الذي يتولى بلورة هذه الحجج، إذ لا يمر يوم إلا ويقع فيه مزيد من القتلى والجرحى». ورأى أن «على مجلس الأمن أن ينظر إلى الواقع القائم ويتحمل مسؤولياته»، موضحاً أن «العمل مستمر في المجلس على قاعدة نص تم إعداده»، في إشارة إلى مشروع القرار الغربي الذي رفضته روسيا والصين. وكشف أن «العمل جار على دفعة سابعة من العقوبات الأوروبية تستهدف هيئات اقتصادية مرتبطة بمنفذي القمع اليومي بحق المتظاهرين». ويصل إلى موسكو غداً وفد من المعارضة السورية لإجراء محادثات تسبق وصول مستشارة الرئيس السوري للشؤون السياسية والإعلامية بثينة شعبان السبت، لإجراء محادثات مع المسؤولين الروس. وكان لافتاً أن الموقع الرسمي للوزارة أعلن تنظيم مؤتمر صحافي لشعبان في المركز الصحافي للخارجية ل «عرض تطورات الوضع في سورية أمام الصحافيين الروس والأجانب»، علماً أن موسكو لا تنظم عادة مؤتمرات صحافية مماثلة لزائريها. ولفتت مصادر روسية إلى أن إعلان الخارجية زيارة المستشارة السورية إلى موسكو جاء بعد مرور يوم واحد على اعلان زيارة وفد من المعارضة السورية إلى العاصمة الروسية. ووفق معطيات حصلت عليها «الحياة»، فإن الوفد يضم سبعة أشخاص يمثلون «مختلف مكونات المجتمع السوري الإثنية والثقافية»، ويرأسه المعارض السوري عمار القربى. وتأتي الزيارة تلبية لدعوة رسمية من رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية (الشيوخ) ميخائيل مارغيلوف، كما يشتمل جدول أعمالها على سلسلة لقاءات مع برلمانيين ومسؤولين روس. وقال مارغيلوف ان محادثاته مع الوفد «ستتركز على الحراك الجاري داخل صفوف المعارضة السورية، بما في ذلك التغيرات التي طرأت عليها في الفترة الممتدة من عقد مؤتمر أنطاليا ومؤتمر اسطنبول أخيراً»، في إشارة إلى أن موسكو تسعى إلى وضع تصور عن المجلس الانتقالي الذي تم إعلانه والمحافظة على خطوط اتصال مفتوحة مع المعارضة. وفي دمشق، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن مجلس الوزراء أقر أمس اللائحة التنفيذية الخاصة بقانون الأحزاب، «في إطار استكمال ومتابعة الخطوات والإجراءات اللازمة لتنفيذ برنامج الإصلاح السياسي». واستندت اللائحة إلى اقتراحات قدمتها لجنة شؤون الأحزاب برئاسة وزير الداخلية اللواء محمد الشعار. ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «مواطنين قتلا وأصيب آخران بجراح إثر إطلاق رصاص من حاجز الجيش الموجود جنوب مدينة الرستن قرب المنطقة الصناعية». وأشار إلى أن الضحايا «العمال الأربعة وبينهم فتى في الخامسة عشرة من العمر كانوا يمارسون عملهم في المنطقة الصناعية عند وقوع حادث إطلاق الرصاص».