يبدو أن تداعيات الثورة المصرية وانعكاسها على الوضع الأمني في مصر، أثر في انتشار ظاهرتين خطيرتين بحسب بعض السعوديين الذين زاروا القاهرة في شهر رمضان الماضي، ليحذروا أولاً من استغلال بعض المحتالين سواء أكانوا من السعوديين أو المصريين لتلك الأوضاع، لسلب أموال الزائرين، وهو الأمر الذي تعرضوا له هناك، كما نبهوا إلى مسألة شيوع التجمعات الشبابية المريبة في كثير من الميادين، ما تسبب في اندلاع كثير من المشاجرات في الشوارع، وربما شهدت بعضها تبادلاً لإطلاق النيران. وقال موسى الألمعي: «سكنت في حي المهندسين وتعرضت لمحاولة عملية نصب من شبان مصريين ادعوا أنهم من شباب الثورة ويرغبون في استعادة السياحة لمصر، وأنهم من جامعة القاهرة قسم إعلام، وأخبروني أنني فزت بجائزة، ويريدون تسليط الضوء على الأماكن السياحية، فذهبت معهم إلى صالة واسعة فيها مجموعة طاولات وشخصان، ليحاولا إقناعنا بضرورة استعادة مصر للسياحة، وأن هناك أسعاراً مغرية أفضل من تلك التي نحصل عليها سواء من فنادق أو شقق مفروشة أو مطاعم أو أماكن سياحية أخرى، وفي النهاية طلبوا منا ما يعادل 1600 ريال نظير بطاقة لتلك الخدمات تجدد سنوياً ب200 ريال، عندها شعرنا بأنها لعبة ونصبة فرفضنا الفكرة وغادرنا بكل احترام». وأضاف: «المشكلة لم تكن من الأشقاء المصريين بل من شخصين سعوديين تمكنا من النصب علينا، بعد أن ذهبنا لتأكيد حجوزاتنا في مكتب الخطوط بمطار القاهرة، وطلبا مني رقم حساب ليحولا عبره مبلغاً مالياً من السعودية بسبب انتهاء الرصيد لديهما في بطاقتيهما التي استنفدت الصرف اليومي، فأعطيتهما رقم حسابي في أحد البنوك، وعندما أخبراني أنه سيتم التحويل سريعاً، خصوصاً أن أحدهما ادعى أنه ابن لشخص أعرفه وأن أباه لواء في جهاز حساس في السعودية وعرض لي بطاقة أحواله الشخصية، صرفت لهما مبلغ 2500 جنية مصري (1700 ريال)، وبعد وصولي إلى السعودية في اليوم التالي اكتشفت أن المبلغ لم يتم تحويله». وقال سليمان الغفيلي: « تعرضت لعملية نصب من شاب سعودي يرافقه ثلاثة أشخاص أمام مكتب الخطوط السعودية بمطار القاهرة، ادعى أنه من محافظة جدة، وأنه مفلس ويحتاج لمبلغ يمكنه من دفع فارق التذاكر، ووعدني بصرف المبلغ من أحد الفنادق التي نسي فيها محفظته، وبعد أن اتفقنا على الخروج معاً أعطيته مبلغ 1500 جنية، ثم انصرفوا من دون علمي، فذهبت لأنتظرهم في أحد الفنادق ساعات، واتصلت عليهم عشرات المرات ولم يرد أحد منهم، ثم أرسلا لي بأن خيرها في غيرها يا هامور». وتحدث حمد معدي قائلاً: «زرت مصر سبع مرات سابقة، وفي كل مرة أمكث ما لا يقل عن شهر، لكنني لاحظت تغير غريب في جزئية انتشار الشباب بشكل غير مسبوق، ففي ميدان طلعت حرب على سبيل المثال شاهدت نحو 400 ألف شاب، إضافة إلى انتشار ظاهرة خطيرة ربما تمهد إلى انتقال عدوى العصابات البرازيلية والمكسيكية إلى مصر وتتمثل في تفشي مشاهد الدبابات الجماعية والمجموعات المنظمة، إذ حظرت 14 مشاجرة جماعية معظمها بأسلحة بين شباب مصريين، منها كنت في تاكسي بجوار إشارة مرور، فالتفت إلى الخلف وإذا بخمسة شبان بدبابات يهاجمون سيارة فيها أربعة شباب ويضربونهم ويحاولون تهشيم سيارتهم، فيما عناصر الأمن والجيش يتفرجون». من جانبه، ذكر فيصل الشريف الذي كان برفقة زوجته أنه تعرض لكثير من الأسئلة حول موقف السعودية السياسي من الرئيس السابق حسني مبارك، كانت مستقاة من هجوم يقوده بعض الإعلاميين في الصحف المصرية لتشويه صورة السعودية، وأنه جادل بعض المصريين حول هذا الأمر، وأن المواطن والمسؤول السعودي يحب مصر كلها ولا يفرق بين شخص وآخر، وأن كل ما يدور فيها شأن داخلي لا دخل للسعوديين فيه، وأن ما يهم المواطن العربي المسلم في السعودية وغيرها أمن واستقرار مصر، لافتاً إلى أن الشعب المصري تعامله راق جداً مع العرب والسعوديين.