قبل أن تفتر حملة الصحافة المصرية على السعودية والسعوديين، بسبب أزمة تأخر معتمرين مصريين، بدأت الصحافة المصرية حملة أشد على الكويت ومواطنيها، بسبب تطوع محامين كويتيين للدفاع عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك. أزمة المعتمرين المصريين مشكلة تقليدية في المطارات، نتجت عن تجاوزات بعضهم وشركات مصرية، وتقصير موظفين سعوديين. لكن الصحافة المصرية تصرفت مثل عادتها، إذ اكتفت بنقل وجهات نظر بعض المصريين، وسيّست القضية وجعلت أزمة مسافرين في مطار يتعامل مع اكثر من 25 ألف رحلة، خلال موسم العمرة في رمضان، مؤامرة سببها احتجاج السعوديين على محاكمة مبارك، والانتقام من الثورة المصرية، هكذا. أزمة المعتمرين المصريين كشفت مرة أخرى غياب الموضوعية عند بعض الصحافة المصرية، وهي مارست التجني الذي تكرر سابقاً خلال أزمة الطبيبَين المصريين، وغيرها. ونحن في السعودية اعتدنا هذا الابتزاز الذي يمارسه بعض الصحافيين المصريين، انطلاقاً من القاعدة التي تحدث عنها الراحل جلال كشك، «إذا أردت أن توصف يسارياً ومناضلاً، اشتم السعودية»، على رغم أن السعوديين أول من بادر الى دعم مصر مادياً بعد الثورة، وما قدمته الرياض يوازي، إن لم يفُق، كل الدعم الذي جاء من بقية دول العالم، ومن دون شروط. وعدد العاملين المصريين الذي يلقى كل الترحيب، والود، والاحترام في المملكة، يفوق العدد من كل الجنسيات، وهو واجب لا نمنّ به، ودفعنا الى الإشارة إليه. لكن بعض الصحافة المصرية ما زال يتعامل مع السعوديين بشعارات احمد سعيد. لا شك في أن بعض الإعلام المصري لم يستوعب ما حصل في ميدان التحرير. فاختصار دولة الكويت، بموقف عشرة محامين كويتيين تطوعوا للدفاع عن الرئيس المصري السابق، مؤشر الى أن بعض الصحافة المصرية غير قادر على ممارسة وعيه بالحرية التي يتحدث عنها. فالكويت بلد يعيش الديموقراطية وحرية التعبير منذ مطلع العشرينات من القرن العشرين، ومن حق المواطن الكويتي أن يمارس قناعاته بعيداً من الاعتبارات السياسية للدولة... فضلاً عن أن الكويت لم تشن حملة على مصر وعلى المصريين، حين شكّل بعض كبار المحامين المصريين لجنة للدفاع عن صدام حسين. ولم نسمع أن الكويت منّت يوماً على المصريين، مثلما يفعل بعض الصحف المصرية الذي ما برح يذكّر باستقبال الكويتيين خلال الغزو العراقي لبلادهم. تباً لشهامة يتبعها أذى. الأكيد أن مصر دولة متمدنة وعريقة، لكن بعض صحفها وصحافييها لا يليق بها. غداً نكمل.