قبل أسابيع أظهر الرئيس الأميركي مهارة بالغة في استخدام قواه البشرية ومن دون أن يستخدم التكنولوجيا المتطورة التي تملكها بلاده «التي استخدمتها على البشر وفشلت في بعض تلك الحروب»، في الفتك بذبابة أزعجته عندما كان يسجل مقابلة مع إحدى القنوات الإخبارية الأميركية المشهورة، ومما أثار الإعجاب والاستغراب من قبل المشاهدين تلك الخفة وفي الطريقة التي قضى بها رئيس أعظم دولة في العالم على حشرة صغيرة في كوكبنا، لقد اظهر أوباما طريقة علمية في استدراج تلك الحشرة المسكينة، فأرخى لها يده اليسرى وأظهر لها أنها نائمة فلما اطمأنت تلك الحشرة المغامرة عاجلها بيمناه، وإذا بها تتطاير وتلفظ أنفاسها الأخيرة تحت قدميه، وقد يكون اوباما اكتسب تلك المهارة في الصيد والكر والفر منذ طفولته التي عاشها في إحدى دول شرق آسيا، التي يشتهر سكانها بالمهارة الفائقة في صيد وقتل الحشرات الصغيرة، يبدو أن اللاوعي يعمل بطريقة جيدة لدى رئيس أعظم دولة في العالم، واعتقد أن اوباما وجدها فرصة تاريخية عندما تهورت تلك الذبابة ودخلت إلى الجزء الشرقي من البيت الأبيض، التساؤل الذي يطرح نفسه كيف توجد مثل هذه الحشرة في أهم وأخطر مكان في العالم، لقد استغل اوباما ذلك الموقف ليظهر لعالم الحشرات والحيوانات والطيور أن أميركا قد وعت الدرس، وانه لا يمكن أن تستغفل مرة أخرى، فالدخول بطريقة غير شرعية، واقتحام مراكز صنع القرار في أميركا سيجابه بالقتل السريع، وانه لن يكون هناك محاكمات عادلة للجميع، فالقتل والرقص على الأشلاء هو مصير من يتعدى الحدود ويهدد الرئيس ودولته. لقد وعى عالم الذباب والحشرات الأخرى الدرس جيداً، وأنه من خلال وسائل إعلامه يعيد ذلك المشهد التراجيدي لمقتل تلك الذبابة بذلك الشكل البشع اللا حيواني، ويردد الكتاب في عالمهم التنبيه بمغادرة الأراضي الأميركية والتفرق بين دول العالم الأخرى التي لا تهش ولا تنش الذباب ولا غيره، ويُجمع مفكروهم على استنكار فعلة اوباما، خصوصاً انه من مناصري حقوق الحيوان، ومن الموقعين على القوانين الأميركية التي تحمي حقوق الحيوان في تلك البلاد، ويبرز الإعلام في تلك الممالك غير البشرية أن القوة مهما اختلفت معها يجب أن تحترمها، وان التهور وعدم التفكير بالنتائج ستكون نهايته شنيعة، قد تكون تلك الذبابة القضية قد استهواها البيت الأبيض وما في داخله من طعام وشراب وبشر ونظام، وأرادت أن تجرب الحياة الرئاسية ولو لفترة بسيطة، ولكنها في اعتقادي حققت بعض طموحاتها تلك بالدخول والتجوال واسترقاق السمع على أحاديث أهم صانعي القرارات في العالم، وقد تكون شجاعة في مسلكها هذا، ولكن المعلومات التي اختزنتها قد تكون هي من قتلها، فمن يدري فقد تهرب تلك الذبابة من البيت الأبيض أو حتى أميركا وتتجه لدول معادية مثل كوريا الشمالية أو إيران، وتلك الدول ستفرش لها السجاد الأحمر وتمنحها اللجوء السياسي في مقابل الحصول على المعلومات والمخططات الأميركية التي اكتشفتها أثناء مكوثها في البيت الأبيض، ولكن خاب ظن تلك الدول المعادية وعليها الآن الاعتماد على حشرات أخرى لجلب المعلومات المطلوبة، شرط أن تكون تلك الحشرات اصغر حجماً وأسرع حركة وأكثر ذكاءً من تلك الذبابة المتهورة، في حال وجود حشرة بتلك المواصفات فإن أجهزة الأمن الأميركية وأقمارها الجوالة في الفضاء، وسرعة يد رئيسها اوباما، لن تجدي نفعاً مع تلك الحشرة الجديدة التي استفادت من مصرع أختها وهي تسترق السمع على الرئيس الأميركي، وقد استحسنت اللعبة وأهملت الحذر فكان مصيرها ومشهدها حزيناً بكل المقاييس الحيوانية والإنسانية، وقد اظهر اوباما، على رغم تلك الابتسامات والنيات الصادقة والجميلة، انه شرس وعنيف جداً لمن يزعجه، وقد كان الرجل صبوراً على تلك الذبابة، ولكنها لعبة الكبار التي لم تفهمها تلك المتهورة الضئيلة. [email protected]