هل يتم تنفيذ التهدد في الخامس من نوفمبر؟ دار الحياة - في 15 آب (أغسطس)، أعلنت مجموعة "المجهولون" في فيديو نشرته على موقع يوتيوب نيتها بمهاجمة شبكة التواصل الإجتماعي "فيسبوك". السبب وراء هذا التهديد هو إقدام فيسبوك على التعامل مع حكومات وشركات أمنية وبيعهم معلومات تصنف بالخاصة لمستخدمي الموقع. الأمر الذي يسمح للحكومات بالتعاون مع الشركات الأمنية بملاحقة الأشخاص واستجوابهم واعتقالهم وحتى تعذيبهم. المجموعة كانت قد شنت في وقت سابق هجمات إلكترونية على العديد من الشركات المالية والمؤسسات السياسية كموقع البنتاغون الأمريكي ومواقع "فيزا كارد" و "امريكان اكسبرس" و مواقع أخرى تتهمها المجموعة بالإعتداء على الحريات الفردية والخاصة. " المجهولون" هم مجموعة من "قراصنة الانترنت" أو "الهاكر" الذين كما يعرفون عن انفسهم يدافعون عن الحريات في العالم، ويعتبرون أن "اغلاق المواقع كعمل احتجاجي سلمي على الانترنت لا يختلف عن الاعتصام سلميا امام احد المحال للحيلولة دون الدخول اليه". وعرفت هذه المجموعة التي يطلق عليها احياناً اسم "روبن هود" الانترنت. العملية الأولى والتي اكسبت المجموعة شهرة واسعة كانت في 2008 عندما استهدفت طائفة "السيانتولوجيا"، وهي طائفة أميركية الأصل انتشرت كثيراً لتصبح عالمية، وتتهمها المجموعة بإستغلال الضعف النفسي لمئات الألاف والإحتيال عليهم للحصول على أموالهم. تحالف إلكتروني عالمي؟ الهجمات الإلكترونية التي باشرت المجموعة القيام بها، خلقت تضامناً عالمياً معها، الأمر الذي دفع العديد من القراصنة المنفردين والمجموعات المنظمة على التعاون معها والتنسيق فيما ما بينهم، لتكثيف العمليات الإلكترونية والزيادة من تأثيرها. فقبلنحو شهرين اعلنت مجموعة "لولزسيك" للقرصنة الالكترونية تعاونها مع مجموعة "المجهولون" وذلك لشن حرب مفتوحة ضد كل المواقع الحكومية والبنوك والشركات الكبرى في العالم، تحت رعاية مبادرة أطلق عليها "عملية مكافحة الامن"، وكانت المجموعة قد نشرت على موقع "تويتر" ان وقت الفوضى قد حان مهددة حكومات العديد من الدول. كما وان حلف شمال الاطلسي "الناتو" يعتبر ان هذه المنظات الالكترونية تشكل تهديدا بسبب مخاطر القرصنة او تعطيل الانظمة المعلوماتية التابعة للحلف. وكانت هذه المجموعات قد هاجمت في وقت سابق موقع مجلس الشيوخ الاميركي وعطلت موقع وكالة المخابرات المركزية واستهدفت موقع الشرطة في ولاية اريزونا الاميركية، كما ادعت انها سرقت 90 ألف عنوان الكتروني وكلمة مرور في هجوم على شركة مقاولات كبرى، بعد أن اخترقت منظومات شركة "بوز الن هاملتون" التي تعتبر من اكبر المتعهدين العسكريين المتعاملين مع البنتاغون ثم نشرت التفاصيل على الانترنت. كما وتمكنت المجموعة من اختراق اجهزة الحاسوب التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وحصلت على "الكثير من المواد السرية"، ونشرت وثيقتين على الإنترنت، تخصان على ما يبدو لجانا تابعة لمجلس سفراء الحلف. وقد تسببت عمليات هذه المجموعات بتعرضها لحملة استهداف واسعة النطاق من قبل القوى الامنية في العديد من دول العالم خاصة في الولاياتالمتحدة الاميركية واوروبا، بعد ان اثارة ضجة كبيرة في العالم. لماذا الخامس من نوفمبر ؟ التاريخ المختار من قبل المجموعة يرتبط بفيلم "في فور فاندتا" (V for vendetta) وهو التاريخ الذي يختاره الشخصية "V" بمهاجمة البرلمان البريطاني لتدميره منهياً بذلك حكم توتاليتاري فاشي بدأ في العام 2020, إستلم السلطة وحافظ عليها من خلال مزيج من التخويف والقمع. في الفيلم الذي صدر في 2006 يتمكن الثائر "V" من تنفيذ خطته وتدمير البرلمان في الخامس من نوفمبر، فهل ينفذ "المجهولون" وعدهم ويهاجمون موقع "فيسبوك"؟