عاد مطهر الجروح «المكركوم» أو ما يعرف لدى الكثير من السعوديين بال «تنتريون» للظهور بقوة بعد أن كاد يتلاشى بظهور مطهرات أكثر حداثة وفعالية وتنوعاً، غير أن عودته هذه كانت من بوابة التجميل، إذ تتداوله فتيات الجيل الحالي من السعوديات كمادة رئيسة لتثبيت اسمرار البشرة. وبات «التنتريون» يحتل مكانة مميزة لدى الشابات السعوديات، بعد أن عرفن أسراره المميزة في ما يعرف بال «التشميس»، بعد أن كانت استخداماته تقتصر سابقاً في المنازل على تطهير الجروح كمادة طبية. وتحرص رلا جمال (18 عاماً) على اقتناء «المكركوم» معها عند ذهابها إلى البحر أو عندما ترغب في التعرض إلى أشعة الشمس في المنزل بهدف إكساب البشرة سمرة مميزة. وتقول: «إنه يعطي لوناً أحمر بعد أن تأخذ لون السمرة، ويوضع مع زيت زيتون أثناء التعرض للشمس، وذلك لتثبيت لون البرونز». وتتفق معها روتانا أحمد (16 عاماً): «يعطي التنتريون لوناً رائعاً للسمرة، ولكن يصعب العثور عليه أغلب الأوقات في الصيدليات، ولا أعلم سبب اختفائه الدائم، ولذلك عندما أجده أشتري أكثر من عبوة خوفاً من فقدانه». وأضافت من جانبها نوف السيف (38 عاماً): «كان التنتريون وسيلة لتطهير الجروح في الماضي ولكن مع مرور الوقت لم نعد نراه كثيرا وقد طرأت مطهرات أكثر حداثة وتنوعاً»، مستنكرة في الوقت ذاته استخدامه كمادة لاكتساب سمرة البشرة من جانب فتيات الجيل الحالي. وتزيد: «من الخطأ استخدام التنتريون كمادة مساعدة لاكتساب اللون البرونزي، خصوصاً أنه مادة طبية مطهرة محددة الاستخدام ويمكن أن توثر على الصحة وعلى الجلد، لعدم معرفتهم بالأضرار التي قد تحدث جراء وضعه على الجلد والتعرض المباشر للشمس». ووافقتها الرأي نجلى درويش (23 عاماً): «أعارض استخدام الفتيات للتنتريون في التشميس، لأنه غير مصدق طبياً للتشميس وقد يكون له جانب يؤثر على أجسادنا لاسيما أن هنالك كريمات متخصصة لهذا الغرض وتنتج لوناً رائعاً مع محافظتها على صحة البشرة». في حين تؤكد أم فهد البالغة من العمر (48 عاماً) أن التنتريون لم يعد ذا أهمية في الوقت الحالي، وذلك لوجود الكثير من البدائل مثل الديتول المخفف والمسحات الطبية والكريمات المخصصة للجروح وغيرها، مضيفة «لم نفتقد التنتريون، ولكن كيف للفتيات المخاطرة ببشرتهم واستخدامه وسيلة للحصول على اللون البرونزي». «الميكروكروم» يعتبر مركباً من مركبات الزئبق، لذلك منعت أميركا وغالبية الدول الأوروبية استخدامه مطلقاً. وحذرت منظمه الصحة العالمية من استخدامه، ومع ذلك يستخدمه كثير من الدول وخصوصاً دول الشرق الأوسط في تطهير الجروح البسيطة. وينصح كبار الأطباء بعدم استخدامه لأن به فرصاً لحدوث سمية ولو بسيطة وخصوصاً للحوامل وصغار السن.