أكد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف تمسك بلاده بتعزيز نشاط «رابطة الدول المستقلة» باعتبارها «الإطار الأفضل» لتعزيز التعاون بين الجمهوريات السوفياتية السابقة، مشدداً على أهمية تأسيس اتحادات تكاملية بين أعضاء الرابطة لتطوير أدائها. وأعلن مدفيديف خلال قمة الرابطة التي استضافتها دوشانبي عاصمة طاجيكستان ووصفت بأنها «يوبيلية» في ظل تزامنها مع اقتراب الذكرى ال20 لانهيار الاتحاد السوفياتي السابق، ان بلاده تتمسك بمواصلة جهودها لتعزيز التعاون مع حلفائها في الفضاء السوفياتي السابق، «لأنها لا ترى بديلاً عن الرابطة»، داعياً الى مواصلة العمل على تشكيل اتحادات تكاملية في اطار الرابطة، مثل الاتحاد الجمركي والفضاء الاقتصادي الموحد. ورأى مراقبون أن مدفيديف سعى إلى طمأنة شركاء روسيا بأن تركيز موسكو على الحاجة لتطوير فضاء اقتصادي موحد لا يعكس نيات لتأسيس شكل جديد للاتحاد السوفياتي المنحل. وكانت وسائل اعلام وصفت أخيراً، تصميم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين على انشاء فضاء اقتصادي مشترك بأنه «مؤشر الى رغبته في تحقيق حلم اعادة بناء الاتحاد السوفياتي بالاعتماد على آليات جديدة»، واعتبرت أن هذه الخطط أثارت مخاوف لدى رؤساء بعض الجمهوريات السوفياتية السابقة. وأكد قادة بلدان الرابطة التي تضم 11 من اصل 15 جمهورية من الاتحاد السوفياتي السابق ضرورة تعزيز التنسيق بين هياكل الرابطة وتنشيطها، في ما بدا أنه رد على أصوات انتقدت أخيراً «عدم فاعلية» الرابطة. الى ذلك، ناقشت القمة تقريراً تحليلياً لنشاط الرابطة خلال العقدين الماضيين، كما تبادل المجتمعون الآراء في شأن قضايا دولية ملحة. وحضّت القمة على ايجاد حل سلمي للنزاعات في دول الاتحاد السوفياتي السابق، وأورد بيانها الختامي ان «الشرط المسبق للتنمية الناجحة للرابطة هو تسوية كل النزاعات القائمة على أراضي الرابطة على أساس الثقة المتبادلة ومراعاة مبادئ وأحكام القانون الدولي». وأكد المشاركون استعداد بلدانهم لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ومظاهر التطرف والهجرة غير الشرعية، وتجارة البشر وانتشار المخدرات. وقال البيان ان «من أهم النتائج التي حققتها المنظمة إيجاد ظروف ملائمة لتطوير التعاون ذي المنفعة المتبادلة بمراعاة المصالح القومية لجميع الدول الأعضاء في المنظمة».