صدر للروائي والقاصّ المصري محمود الورداني كتاب عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة عنوانه «حكايات الحرية»، يتضمن سرداً لأهم قضايا حرية التعبير ومقاومة الاضطهاد السياسي والاجتماعي على مدى القرن العشرين. ويختتمه بفصل بعنوان «ثورة الورد» عن ثورة 25 يناير، باعتبارها جدارية جديدة للحرية رسمها المصريون. وسبق للورداني نشر الفصول الأربعة الأولى من هذا الكتاب في كتاب آخر صدر عن مركز القاهرة لحقوق الإنسان عام 2002. وانتهى الورداني من إعداد الكتاب الجديد في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، الا أنه قرر في 7 شباط (فبراير) الماضي العكوف على كتابة فصل «ثورة الورد» ليختتم به «حكايات الحرية». ويقول الورداني في مقدمة الكتاب، إن ما يهمه هو حكايات الحرية ذاتها مع إيلاء عناية خاصة للتفاصيل ذات الطابع الروائي، مشيراً إلى أن هذا ما دفعه للكتابة أيضاً عن التظاهرة التي قادها يوسف إدريس في شوارع وسط المدينة قبل أكثر من أربعين عاماً وكان هو شاهداً عليها. ومن بين حكايات الحرية أيضاً، تجربة الكاتب الراحل أحمد عباس صالح، الذي قضى ثلاثين عاماً في المنفى الاختياري. وكتب الورداني كذلك عن فتى الحركة الطلابية النحيل في «شتاء الغضب» عام 1972 أحمد عبد الله، كما كتب عن نصر حامد أبو زيد ومشاركتهما في ندوة «الأدب وحرية وسائل الإعلام» التي عقدت في أكاديمية لوكوم في ألمانيا عام 1996. ومن جو الكتاب، وتحديداً من فصله الأخير: «صعدتُ، أنا الرجل المسن، فوق أحد الأسوار وتطلعت حولي وتأكدت كم أنا سعيد الحظ، فمن ناحية كوبري قصر النيل كان هناك مئات يتقدمون، ومن ناحية شارع رمسيس مئات آخرون، ومن المداخل المطلة على الميدان مئات آخرون، وقوات الأمن المركزي بدت حائرة وغير قادرة على السيطرة، كان العدد يزداد كل دقيقة وأرتال الأمن المركزي وعرباتهم المصفحة ومدرعاتهم بدا عجزها عن التصدي».