لا أعرف كيف غفل تجار كماليات السيارات وأدوات الزينة، ومن قبلهم شركات السيارات عن صنع أو استيراد علامة مضيئة توضع على مؤخرة السيارة وربما جوانبها تشير إلى أن سائق المركبة لا يزال متدرباً، أو هو تحت التدريب المنتهي بنقض كل ما تعلمه إن كان متعلماً في أصول القيادة. يأتون من دول مكتظة غالباً، لها قوانين الشارع الخاصة بها، ولنا بالطبع قوانين الشارع الخاصة بنا، يفرضها الشباب المتهور، وتفرضها تصاميم بعض الشوارع، وأنواع المركبات التي تسرح وتمرح بأقل قدر من الرقابة. الفارق أنه إذا كان فعلاً سائقاً في بلاده فهو على الأقل صاحب القرار، هنا القرار يأتيه من خلفه عن طريق الأم، ومن يمينه عن طريق الابن، وربما بالجوال عن طريق الأب، وأحياناً بعض الاستشارات من بني جلدته. هذه العلامة أقترح أن تكون على ثلاثة ألوان، الأخضر إذا كان يجيد القيادة في بلده ولديه رخصة قيادة منها وحصل على رخصة سعودية وكان من دولة نظام القيادة فيها مثلنا على اليمين، الأصفر إذا كانت لديه الرخصتان وكان من دولة نظام القيادة فيها معاكس على اليسار مثل ما هو معمول به إنكلترا، والأحمر إذا كان من مقالب شركات الاستقدام ولا يجيد القيادة وعليك تعليمه من الصفر أصول القيادة بعد تعليمه بالطبع مفردات أولية من اللغة العربية بلهجتك الدارجة حتى يستوعب لاحقاً تعليمات بقية أفراد الأسرة مع تطعيمها بعدد من الكلمات العامة ليفهم بقية السائقين عند الحاجة. هذا التلوين لهذا المنتج سيسهل كثيراً من لغة التفاهم في هذه السوق الواسعة، والتي تزدهر أو ربما تشتعل مع انطلاق العام الدراسي، فسيكون على معلني التنازل أن يضيفوا في إعلاناتهم لون العلامة المضيئة التي سيقدمونها عند نقل كفالته، كما ستكون لغة الناس بينهم أسهل فيقولون سائقنا لا يزال أصفر، أو الحمد لله انتقل إلى اللون الأخضر. مع تأخر أو انعدام مشاريع نقل عام محترفه، ومع عدم انتهاء النقاش الاجتماعي حول قيادة المرأة، وضعف أو انعدام برامج نقل المعلمات والطالبات سيظل السائق وتدريبه جزءاً من المنظر العام في الشارع السعودي. إحدى المشكلات الواقعية من تجارب الناس أن السائق يتدرب على يد أو تحت إشراف رب الأسرة، لكنه يتعامل بعد أيام أو أسابيع عدة بحسب حظك، مع عقلية مختلفة لمراهق أكثر حماسة أو تهوراً، أو والدته الأكثر خوفاً وتردداً. بالعودة إلى الفرصة التجارية أعلاه فالمنتج سيكون على شكل «اصطب» إضافي يشبه إضاءات التوقف التي توجد في بعض السيارات في أعلى الزجاج الخلفي، وبدلاً من طباعة أوراق أو قطعة كرتون بخط صغير لا يكاد يقرأ بأن السائق تحت التدريب ستكون هذه الإضاءة الجديدة بمثابة مؤشر لواقع خدمات الاستقدام، وواقع ثقافتنا في تعليم القيادة بالتدريب أو الممارسة المباشرة، وقصص كثيرة ألوانها أكثر من ثلاثة تختلط ما بين الثقافة والاقتصاد وعادات المجتمع. [email protected]