بنغازي، لندن، أوسلو، سنغافورة - رويترز، أ ف ب، يو بي آي - تأرجحت أسعار النفط أمس، صعوداً وهبوطاً، بين صعود فوق 115 دولاراً صباحاً في التعاملات الآسيوية بفضل بيانات صينية، وهبوط لاحقاً نتيجة بيانات أوروبية.وهبط سعر مزيج «برنت» في المعاملات الآجلة أكثر من دولار في أوائل المعاملات الأوروبية أمس، بعد بيانات أولية مخيبة للآمال لقطاع الصناعات التحويلية الأوروبي. وأثارت البيانات القلق من كساد مزدوج وهبوط الطلب على النفط، فانخفض سعر برنت 85 سنتاً إلى 114 دولاراً للبرميل، بعدما نزل في وقت سابق إلى 113.73 دولار للبرميل. وعجز برنت عن الاحتفاظ بمكاسبه المبكرة في الأسواق الآسيوية حيث سجل 115.27 دولار للبرميل، ليصعد إلى أعلى مستوى في شهر مدعوماً بانتعاش قوي لقطاع التصنيع في الصين. كما ارتفع سعر الخام الأميركي الخفيف 29 سنتاً إلى 89.10 دولار للبرميل. وأظهرت بيانات رسمية أن مؤشر مديري المشتريات في الصين قفز إلى 50.9 في آب (أغسطس) من أدنى مستوى له في 28 شهراً البالغ 50.7 الذي سجله في تموز (يوليو)، بينما دفع تحسن المعنويات في الأسواق المالية الأسهم الآسيوية إلى الصعود وسط آمال بأن البنك المركزي الأميركي سيتدخل لدعم الاقتصاد. وأعلنت «أوبك» أمس أن سعر سلة خاماتها قفز إلى 111.40 دولار للبرميل الأربعاء من 109.48 دولار في الجلسة السابقة. ليبيا من جهة اخرى، أكد المجلس الوطني الانتقالي الليبي، أن محطات الوقود في شرق ليبيا مزودة في شكل طبيعي بالمحروقات، موضحاً أن مخزونات جديدة من الغازول يفترض أن تصل مطلع الشهر الجاري، بينما يشكو سكان بنغازي من نقص هذه المواد منذ الثلاثاء. وقال عمر شكمك مساعد المسؤول عن إدارة النفط في المجلس الوطني الانتقالي لوكالة «فرانس برس» إن «منطقة بنغازي تملك حالياً 36 ألفاً و800 طن من الغازول وفي الرابع أو الخامس من أيلول (سبتمبر) ستنقل ثلاثين ألف طن أخرى». في غضون ذلك، تستعد بريطانيا لإرسال مسؤولين تجاريين إلى ليبيا لضمان حصول شركاتها على عقود نفطية وصفقات أخرى مع الحكومة الجديدة، وعدم تفويت الفرصة لمصلحة الشركات الصينية والروسية. وأفادت صحيفة «دايلي تليغراف» أمس بأن روسيا والصين اللتين لم تدعما تدخل منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا ولم تعترفا حتى الآن بالمجلس الوطني الانتقالي، ستحاربان للحفاظ على عقودهما المربحة في مجالي الطاقة والبناء في ليبيا. وأضافت أن المبعوث الروسي إلى أفريقيا ميخائيل مارغيلوف أكد أن بلاده، التي حصلت على عقود ببلايين الدولارات في مجالات التسلح والطاقة والبنية التحتية خلال حكم العقيد معمر القذافي، لا تريد أن تخسر في ظل الحكومة الجديدة وتعتزم حماية مصالحها في ليبيا. وأشارت الصحيفة إلى أن هيئة الاستثمار والتجارة في الحكومة البريطانية سترسل فريقاً إلى طرابلس في القريب العاجل. ونسبت إلى مسؤول وصفته بأنه بارز في الحكومة البريطانية قوله «إن شركات النفط البريطانية كانت من اللاعبين الرئيسيين في ليبيا، وترغب في العودة إلى هناك». وبدأت الحكومة البريطانية في نقل ما قيمته بليون جنيه إسترليني من الأموال الليبية المجمدة إلى طرابلس عن طريق الجو بعد حصولها على موافقة الأممالمتحدة، لمساعدة الحكومة الجديدة على تسيير أمور الدولة. وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن الأموال «ستساعد على تلبية الحاجات الإنسانية الملحة، وغرس الثقة في القطاع المصرفي، ودفع رواتب العاملين بالقطاع العام وتحرير السيولة في الاقتصاد الليبي». وأكدت شركة «توتال» النفطية الفرنسية الكبرى، إنها لم تبحث عقود نفط مع ليبيا وليست على علم باتفاق ترددت أنباء عنه بين حكام طرابلس الجدد وباريس يعطي فرنسا أولوية الإفادة من الثروة النفطية الليبية. وقال الرئيس التنفيذي ل «توتال» كريستوف دو مارجوري على هامش مؤتمر خارج باريس: «لست على علم بذلك». وكانت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية ذكرت أمس، أنها حصلت على رسالة تظهر أن المجلس الوطني الانتقالي الليبي وافق في نيسان (أبريل) على منح فرنسا أولوية للحصول على 35 في المئة من نفط ليبيا في مقابل مساندتها. ورداً على سؤال عما إذا كانت «توتال» من بين الشركات التي تأخذ شحنات نفط من سورية على رغم أن من المنتظر أن يفرض الاتحاد الأوروبي قريباً عقوبات نفطية على دمشق، قال دو مارجوري «لا تخرج أية شحنات نفط من سورية». إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة «تكنيب» الفرنسية تيري بيلينكو أمس، «من السابق لأوانه تحديد موعد عودة الشركة إلى ليبيا وإن الموقف هناك لا يزال غير واضح». وأضاف في مؤتمر عن النفط والغاز عقد في العاصمة النروجية، أنه حتى قبل الحرب كان العمل في ليبيا أمراً صعباً، وأنه لا يتوقع أن تؤدي ليبيا دوراً مهماً بالنسبة لنشاط «تكنيب».