أثارت تصريحات الجمعية الفلكية في محافظة جدة أخيراً، وتشكيكها في «هلال شوال»، واعتقادها بأن ما تمت مشاهدته لم يكن سوى كوكب زحل، الكثير من الجدل لدى الرأي العام، خصوصاً لدى القضاة والمحاكم الشرعية والمستشارين العدليين، معتبرينها نوعاً آخر من «فوضى الفتاوى». وأكد عضو هيئة كبار العلماء عبدالله المنيع ل«الحياة» أنه يتعجب من الفلكيين في إجماعهم على أن القمر قد غاب بعد الشمس بدقائق لا قبلها، وقال: «طالما هو غاب بعدها بدقائق وجاء المسلمون العدول الأتقياء الصالحون الذين شهدوا برؤية الهلال فهذه الرؤية تعتبر مقبولة شرعاً لأنها منفكة عما يكذبها». وأوضح أن علم الفلك لم يقل أن القمرغرب قبل الشمس، بل أكد أنه غرب بعدها، وجاء من رآه بعد غروب الشمس، متسائلاً «ما الذي يجعلنا نرد هذه الرؤية ؟»، مشدداً على أنها رؤية شرعية متفقة مع العلم والتوقيت الفلكي. ولفت إلى أن مثل هذه المعلومات المخالفة لرأي المسلمين هي من «الشائعات» التي لا تجوز شرعاً، وهي من الأقوال الخاطئة والباطلة، وقال «أحمد الله على اتفاق الرؤية الشرعية مع التوقيت الفلكي وبناء على هذا فلا شك أن العيد بإذن الله صحيح». من جهته، أوضح المستشار في الديوان الملكي الدكتور عبدالمحسن العبيكان ل «الحياة»، عدم جواز التشكيك في دخول شهر شوال، مستدلاً بالحديث الشريف «صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون واضحاكم يوم تضحون» واعتبر أن دخول الشهر من عدمه هو في ذمة الشهود. من جانبه، أشار القاضي بالمحكمة العامة في صامطة ياسر ابن صالح البلوي ل «الحياة» إلى أن اعتقاد «الجمعية» أن ما شاهدوه هو كوكب زحل، لأن رؤية القمر بالخصائص الفلكية التي كانت موجودة حال الإعلان عن رؤية «الهلال» تعد مستحيلة، أدى إلى استياء الرأي العام وضجر من هذه الفوضى في التصاريح والمعلومات التي أثارت جدلاً واسعاً لدى المواطنين. وقال: «لا أخفي مشاعري واستيائي كمواطن من تشكيك رئيس الجمعية الفلكية في جدة المهندس ماجد أبو زاهرة في تصريحه ل«الحياة»، عن «هلال شوال» والذي صدر بيان ثبوته من الديوان الملكي وبعد قرار قضاة المحكمة العليا بثبوته (الإثنين) الماضي». وأضاف «لا شك أنها ممارسة غير رشيدة، أدت للافتئات على بيان الديوان الملكي والمبني على ما ثبت بقرار قضاة المحكمة العليا، وهو ما يعني فتيلاً جديداً لشرارة فوضى الفتاوى، خصوصاً في مثل هذه المناسبات الدينية».