تسلم الرئيس السوري بشار الأسد أمس رسالة من نظيره الروسي ديمتري مدفيديف تتضمن «رؤية» موسكو إزاء الأوضاع في سورية، وتأكيد «دعم نهج الإصلاحات التي تقوم بها» دمشق. واعتبر الأسد أن تصعيداً إقليمياً ودولياً على دور سورية العربي والإقليمي كان يتبع كل خطوة قطعتها لتأسيس «مرحلة سياسية جديدة». وكان الأسد استقبل أمس نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بصفته مبعوثاً خاصاً من مدفيديف، في حضور وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد. وأفاد بيان رئاسي بأن الأسد تسلم «رسالة خطية من الرئيس مدفيديف تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين ورؤية روسيا لتطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصاً الأحداث التي تشهدها سورية». وأعرب الرئيس السوري عن «تقديره الكبير لموقف روسيا المتوازن إزاء هذه التطورات». ونقل البيان عنه إشارته إلى أن «كل خطوة قطعتها سورية في استصدار قوانين تؤسس لمرحلة سياسية جديدة، كان يتبعها تصعيد للحملة الإقليمية والدولية على دور سورية العربي والإقليمي». وأشار البيان إلى أن بوغدانوف أعرب عن دعم موسكو «نهج الإصلاحات التي تقوم بها سورية في المجالين السياسي والاقتصادي، وأملها في دوام الأمن والاستقرار وأهمية استمرار التنسيق بين البلدين على المستويات كافة». واجتمع بوغدانوف خلال زيارته التي استمرت يوماً واحداً مع الوزير المعلم. ولوحظ استمرار موسكو في رفض أي إدانة دولية في مجلس الأمن لسورية، ودعم «الإصلاحات» التي تجرى في سورية وفق البرنامج الزمني المعلن الذي يتضمن سلسلة من الخطوات شملت إصدار مراسيم قوانين الأحزاب والانتخابات والإعلام وتشكيل لجنة لشؤون الأحزاب. وفي هذا المجال، بحث الأسد أمس مع وفد من الجالية السورية في الكويت في «الأوضاع التي تشهدها سورية ودور الجاليات السورية في المغترب في دعم مسيرة الإصلاح». وأفاد بيان رئاسي بأن اللقاء تناول أيضاً «حملات التضليل والتحريض التي تتعرض لها سورية ومحاولات التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية ورفض جميع السوريين هذه المحاولات»، وأن أعضاء الوفد «أكدوا عزمهم القيام بدورهم عبر دعم مسيرة الإصلاح بقيادة الرئيس الأسد والمساهمة في نشر الحقائق عما يجري في سورية في بلاد المغترب». وتزامن ذلك مع عقد لجنة شؤون الأحزاب اجتماعاً برئاسة وزير الداخلية اللواء محمد الشعار لمناقشة اللائحة التنفيذية لقانون الأحزاب بحيث تنتهي منها الأسبوع المقبل بعد عطلة عيد الفطر. وقال الشعار إنه «سيصبح بإمكان أي حزب التقدم بطلب الترخيص بعد إقرار اللائحة التنفيذية من قبل رئاسة مجلس الوزراء». وزاد أن صدور قانون الأحزاب «يأتي في إطار ترجمة توجهات برنامج الإصلاح السياسي بهدف إغناء الحياة السياسية وتنشيطها والمشاركة في مسؤولياتها بما يجسد الديموقراطية في أجلى صورها لرسم معالم سورية الحديثة، خصوصاً أنه سيتيح التعددية السياسية ويساهم في تعزيز الحراك السياسي ومبدأ الديموقراطية الشعبية وفتح مجالات أوسع لكل شرائح المجتمع للتعبير عن رغباتها وتطلعاتها بما يساهم في تحقيق المصلحة العامة للوطن والمواطن». ويستعد عدد من الشخصيات ورجال الأعمال لتقديم طلبات الحصول على ترخيص أحزاب سياسية، بينهم رجل الأعمال زاهر سعد الدين لتأسيس «الحزب الديموقراطي الاجتماعي». وينص القانون على أن يقوم 50 عضواً بتقديم طلب التأسيس على أن يكون عدد المؤسسين ألف شخص مسجلين في «نصف المحافظات على الأقل، وألا تقل نسبة الأعضاء عند التأسيس في كل محافظة عن 5 في المئة من مجموع الأعضاء وأن تعكس في بنيتها النسيج الوطني للمجتمع السوري».