رأى المرجع السيد محمد حسين فضل الله، أنه «ليس هناك في العالم حضارات تتصادم، بل سياسات تتصارع»، مشيراً إلى «عدم وجود حضارة خالصة»، ومؤكداً: «أننا نؤمن بحركة التفاعل والحوار بين الحضارات والأديان». وأكد فضل الله خلال استقباله وفداً أميركياً وعدداً من الطلاب الأميركيين أن «شعار الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل الانتخابات كان: «نعم نحن نستطيع»... ولكني أعتقد أنه لا يستطيع، لأن التغيير لا ينحصر بالكلمات أو بالرغبة، ولأن على أوباما أن يخرج من دائرة العجز أمام الكونغرس واللوبي اليهودي وجماعات الضغط، بينما نرى أبواب البيت الأبيض مشرعة لكل الذين يتبنون وجهة النظر الإسرائيلية ولن يكون دنيس روس آخر هؤلاء». وسأل: «كيف يمكن للإدارة الأميركية اعتبار «حماس» و«حزب الله» حركتين إرهابيتين مع كونهما تدافعان عن أراضيهما المحتلة، ولا تعتبر قتل 500 طفل فلسطيني بالقنابل الفوسفورية الحارقة من قبل إسرائيل عملاً إرهابياً»؟ وأكد أنه يشجع الحوار مع الولاياتالمتحدة، وأي حوار إنساني- إنساني يتيح التعرف الى الآخر وتفهم وجهة نظره، مضيفاً: «نحن لا ننظر إلى الولاياتالمتحدة من خلال عقدة، ولا نريد أن ندخل في حرب وعداوة معها، فنحن كعرب ومسلمين ننظر إلى أميركا على أساس أنها البلد الذي يختصر شعوب العالم، وهو البلد الغني بمؤسساته، ومراكز بحوثه وأكاديمياته التي انفتحت عليها شعوب العالم، ومن بينها الشعوب العربية والإسلامية». وأكد أن «الإدارة الأميركية لم تتحرك إلى الآن في مسار تغييري جذري، كما وعد أوباما، على الأقل في ما يتصل بشعوبنا وقضايانا، وهي لم تقدم شرحاً تقول فيه للعرب كيف يمكن إقامة «الدولتين»، بعدما ألغى نتانياهو بشروطه التي أسقطت حق العودة، وأكدت توسيع الاستيطان وأعلنت رفض التنازل عن القدس وأن فلسطين هي أرض خالصة لليهود المحتلين وهي الوطن القومي للشعب اليهودي كل إمكانية لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة»، معتبراً أن «المطلوب من أميركا- الإدارة أن تعلن التخلي عن دورها الاستعماري الإمبراطوري في المنطقة، وأن تكف عن دعم الديكتاتوريات التي لا تؤمن بالديموقراطية، وأن تبدأ الضغط الفعلي على إسرائيل حتى يمكن الحديث عن صفحة جديدة فُتحت معها ضوء التغيير المطلوب في سياستها الخارجية، وخصوصاً في ما يتصل بالقضية الفلسطينية».