مسألة مراقبة تعاطي المنشطات من الاتحاد الدولي لكرة القدم، والآليات التي يعتمدها لأخذ العينات، والفحص والتحليل، هي دون المستوى المطلوب في نظر خبراء كثيرين. والمفارقة أن ما رفض «فيفا» الأخذ به قبل أعوام بحجة أنه هدر للوقت والمال، عاد واعتمده أخيراً، وشدد على السير في إجراءاته! إذ قرر أخيراً اعتماد «الجواز البيولوجي» للاعبين، وهي خطوة «سلكها» الاتحاد الدولي للدراجات عام 2008. فقبل أشهر من انطلاق مونديال البرازيل، أعاد «فيفا» التذكير بهذا القرار، وشرح الغاية من ورائه، معتبراً «هذا الجواز» بطاقة صحية لا بدّ منها، تتضمن كشفاً بالفحوص المخبرية التي أجريت لكل لاعب، وما إذا كانت تغييرات غير طبيعية طرأت على سجله. وفي كأس العالم الحالية يخضع لاعبان من كل منتخب لفحص كشف المنشطات، خلال شوطي المباراة التي تجمعهما، وتشمل التحاليل الدم والبول. لكن اللافت أن هذه العينات تحلل في مختبر لوزان، بعدما قرر الاتحاد الدولي ذلك العام الماضي إثر سحبه الصلاحية من مختبر ريو دي جانيرو «لعدم الفعالية والكفاءة»، وتفضيله المختبر السويسري، الذي يرتبط معه بتعاون دائم، على مختبري لوس آنجليس ومونتريال على رغم بُعد المسافة. علماً بأن مختبر ريو ضروري للدورة الأولمبية المقررة في المدينةالبرازيلية عام 2016. رئيس اللجنة الطبية في «فيفا» ييري دفوراك جزم بأن إجراءات استثنائية اعتمدت لتسريع وصول العينات إلى لوزان، مؤكداً أن المدة القصوى لن تتعدى 48 ساعة. لكن تصريحات دفوراك لم تلق ارتياحاً عند كثيرين سألوا عن الخطوات العملية، مثلاً فحوص ال«إيبو» المفترض أن تجرى خلال 12 ساعة من أخذ العينة. كما أن إعلان لاعب متنشّط ربما يتم بعد أن يكون خاض مباراة ثانية في إطار المونديال، ما يؤدي إلى إرباك! وعموماً، فإن تاريخ «فيفا» لا يحفل بمحطات مهمة في ما يتعلّق بإعلان حالات تنشّط. ومعدّل ما اكتشف في الأعوام ال10 الأخيرة يتراوح بين 0,2 و0,3 في المئة من العينات المأخوذة. وآخر الحالات المكتشفة خلال المونديال كانت توقيف النجم الأرجنتيني السابق دييغو مارادونا عام 1994. يذكر أن بروتوكول فحص المنشطات يفرض الاحتفاظ بالعينة الثانية أعواماً، فمثلاً أعيد عام 2005 فحص عينات مأخوذة خلال دورة فرنسا للدراجات عام 1998. لكن «فيفا» أتلف العينات المأخوذة من لاعبين خلال مونديال فرنسا في العام ذاته!