قتل 48 شخصاً على الأقل في هجوم شنه مسلحون يشتبه في انتمائهم الى «حركة الشباب» الصومالية المتشددة على مركز للشرطة وفنادق ومكاتب حكومية في بلدة ساحلية كينية ليل الأحد - الاثنين. واقتحم حوالى 50 مسلحاً مددجين بالسلاح بلدة امبيكيتوني قرب جزيرة لامو السياحية المعروفة. وقال شهود ان المسلحين هاجموا اولاً مركزاً للشرطة ثم بدأوا بإطلاق النار عشوائياً على مدنيين كان يتابع عدد منهم مباريات كأس العالم في حانات محلية وفنادق. وقال نائب مفوض الشرطة بنسون مايسوري ان العديد من المباني في البلدة التي تبعد نحو 100 كلم عن الحدود مع الصومال، احرقت ومن بينها فنادق ومطاعم ومصارف ومكاتب حكومية. وقال مايسوري «كان هناك حوالى خمسين مهاجماً مدججين بالسلاح يتنقلون في ثلاث عربات وكانوا يرفعون راية الشباب، ويتحدثون باللغة الصومالية. ويهتفون الله اكبر». واندلعت على الأثر معارك استمرت ساعات تمكنت بنتيجتها قوات الأمن من استعادة الهدوء في البلدة، وأعلنت انها تتعقب المهاجمين. وأكدت الشرطة امس، نقل 47 جثة الى المشرحة فيما توفي احد الجرحى في مستشفى. وأكد الصليب الأحمر الكيني مقتل 48 شخصاً. وقال قائد الشرطة الكينية ديفيد كيمايو: «لا يزال ضباطنا يمشطون المنطقة». ووصف الهجوم بأنه «عمل وحشي لا نريد ان نراه يتكرر في اي مكان». وأضاف: «نشتبه في تورط الشباب في هذا الهجوم. ندعو الى الهدوء فيما نبذل جهدنا في البحث عن المهاجمين. انه حدث مؤسف جداً». ودخلت القوات الكينية الى جنوبالصومال في 2011 لمحاربة «حركة الشباب»، وانضمت فيما بعد الى قوة الاتحاد الأفريقي البالغ عديدها 22 الف جندي يقاتلون الحركة المرتبطة بتنظيم «القاعدة». وتوعدت «حركة الشباب» بالثأر ونفذت عدداً من الهجمات في كينيا ومن بينها هجوم في ايلول (سبتمبر) الماضي على مركز «ويست غيت» للتسوق في العاصمة نيروبي، ما اسفر عن مقتل 67 شخصاً على الأقل. وتقع بلدة امبيكيتوني وهي مركز تجاري على الطريق الرئيسي الساحلي، في البر الكيني على بعد نحو 30 كلم جنوب غربي لامو، الجزيرة السياحية المعروفة بهندستها المعمارية القديمة والمصنفة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي. ووصف الناطق باسم الجيش الكيني الميجور ايمانويل شرشير كيف اقتحم المهاجمون البلدة وباغتوا عناصر الشرطة المحلية وأطلقوا النار من عربات «على الناس في البلدة». وقال شرشير ان المهاجمين «من الشباب على الأرجح» رغم عدم اعلان الحركة المتشددة مسؤوليتها فوراً. وحلقت طائرات مراقبة في اجواء البلدة بعد وقت قصير على بدء الهجوم. وحاول المهاجمون اقتحام مركز للشرطة يضم مخزن اسلحة، لكن ضباط الشرطة دافعوا عن المبنى وصدوا المهاجمين، كما اكد مايسوري. وذكر اهالي قرى مجاورة ان المسلحين هاجموا منازل اثناء انسحابهم من امبيكيتوني، ما اسفر عن قتلى بينهم نساء وأطفال. والشهر الماضي، نشر فؤاد محمد خلف، احد قياديي «حركة الشباب» البارزين، تسجيلاً صوتياً دعا فيه المقاتلين الى مهاجمة كينيا. كما تم اجلاء مئات السياح البريطانيين الشهر الماضي من منتجعات سياحية قرب مدينة مومباسا الساحلية في كينيا بعد تحذيرات وزارة الخارجية البريطانية عن احتمال وقوع هجمات ارهابية. وأصدرت بريطانيا الأسبوع الماضي، تحذيرات لمواطنيها في العديد من دول شرق افريقيا ومن بينها جيبوتي وإثيوبيا وكينيا وأوغندا، والتي ارسلت جميعها جنوداً الى الصومال، من تهديدات بوقوع هجمات في اماكن عامة خلال بث مباريات كأس العالم. وأعلنت «حركة الشباب» الشهر الماضي مسؤوليتها عن قتل جنديين كينيين في المنطقة التي وقع فيها الهجوم الأحد، ولكن على مسافة ابعد شمالاً وأقرب الى الحزام الحدودي مع الصومال.